في ذكرى شهادة الامام الصادق(ع)...هذا ما وعد به أباه الباقر(ع)!!!

الإثنين 9 يوليو 2018 - 09:51 بتوقيت مكة
في ذكرى شهادة الامام الصادق(ع)...هذا ما وعد به أباه الباقر(ع)!!!

هذا النهج الذي رسمه أهل البيت (ع) للعلماء كافة، وهو أن لا يعتزلوا الناس، ولا يحاولوا أن يتلمّسوا لأنفسهم الأعذار في ترك الدعوة إلى الله وتثقيف الناس...

آية الله السيد محمد حسين فضل الله
يقول الله تعالى في كتابه المجيد: {إنما يريد الله ليُذهب عنكم الرجس أهل البيت ويُطهّركم تطهيراً}. في هذا اليوم ـ الخامس والعشرين من شهر شوّال ـ نلتقي بذكرى شهادة الإمام جعفر الصادق(ع)، الذي ملأ الدنيا علماً وحركة وفكراً وتقوى وورعاً، بحيث أغنى العالم الإسلامي بكل علمه في المدى الذي فُتح له، وفي مساحة الحرية التي استطاع أن يستفيد منها في فترة الصراع بين الأمويين والعباسيين، هذه الفترة التي شُغل فيها الطرفان عن التضييق على أئمة أهل البيت(ع)، كما كان يفعل أسلافهم، وكما فعل أبناؤهم.

مسؤولية العالم في نشر العلم

انطلق الإمام الصادق(ع) في إغناء الثقافة الإسلامية بالمستوى الذي انفتح فيه على كل الناس. وقد روى(ع)، أن أباه الإمام الباقر (ع)، عندما دنت منه الوفاة قال له: "يا بنيّ، أوصيك بأصحابي خيراً"، فكان جواب الإمام الصادق (ع): "والله لأدعنّهم والرجل منهم يكون في المصر فلا يسأل أحداً". فالإمام الصادق (ع) تعهّد أمام أبيه ـ وتلك كانت ثقافته ورسالته ـ أن يثقّف أصحابه بالمستوى الذي يحصلون فيه على الاكتفاء العلمي والثقافي، بحيث يكونون معلِّمين للناس ولا يحتاجون إلى أن يتعلّموا من أحد.

هذا النهج الذي رسمه أهل البيت (ع) للعلماء كافة، وهو أن لا يعتزلوا الناس، ولا يحاولوا أن يتلمّسوا لأنفسهم الأعذار في ترك الدعوة إلى الله وتثقيف الناس، والابتعاد عن الاستماع إلى أسئلتهم وما يحتاجونه من العلم، وأن يبادروا إلى تعليم الناس قبل أن يسألوهم، وأن يجيبوهم عما يسألونه مهما كان السؤال محرجاً، حاداً كان أو صعباً، لأن الإمام الصادق (ع) قال: "قرأت في كتاب عليّ (ع)، أن الله لم يأخذ على الجهّال عهداً بطلب العلم حتى أخذ على العلماء عهداً ببذل العلم للجهال، لأن العلم كان قبل الجهل".

وهكذا، رأينا أن الإسلام يريد من كل مسلم أن يفرّغ نفسه في كل جمعة لأمر دينه، لأنه يريد من المسلمين كافة أن يملكوا ثقافة دينهم، وأن لا يكون الدين عندهم مجرد شعائر عبادية يمارسونها في أوقاتها المعلومة، بل أن يملك الإنسان المسلم ولو بشكل تدريجي، ثقافة الإسلام، بحيث يستطيع أن يعيش في حياته ومع عائلته على أساس ثقافة الإسلام وأخلاقيته وفقهه وعقيدته، كما أنه يستطيع أن يتحوّل إلى داعية إلى الإسلام في كل بلد يذهب إليه، وفي كل مجتمع يعيش فيه. وفيما رواه الإمام الصادق (ع) قال: "قال رسول الله (ص): "أفٍّ لرجل لا يفرّغ نفسه في كل جمعة لأمر دينه، فيتعاهده ويسأل عن دينه"، ونفهم من هذه الكلمة، أن النبي (ص) لم يرد من الناس أن يتبعوا الدين فحسب، بل أن يتثقفوا به، فكما يفرّغون أنفسهم للعمل ـ وتلك مسؤوليتهم ـ فإن عليهم أن يربّوا أنفسهم تربية إسلامية، فيكون عقلهم عقلاً إسلامياً، ونهجهم نهجاً إسلامياً، هكذا كان الإمام الصادق (ع) يتحرك في كل مجالات الواقع.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الإثنين 9 يوليو 2018 - 09:51 بتوقيت مكة