مصدر أهلي في القطيف، أوضح أن قوات المباحث اعتقلت زهير بوصالح عند الساعة التاسعة صباحاً أثناء توجهه إلى محكمة القطيف الكبرى لإنهاء مراجعات روتينية.
وعن مصير المعتقل بوصالح يقول المصدر الذي رفض الكشف عن هويته، إن قوات المباحث اقتادته إلى مبنى الإستخبارات العامة في القطيف ليتم إخضاعه مباشرةً للتحقيق الأولي ثم جرى اقتياده بعد ذلك إلى شرطة محافظة الثقبة.
وبحسب مصدر حقوقي، جرى اعتقال بوصالح بذريعة تنفيذ الحكم الصادر بحقه من قبل المحكمة الجزائية عام 2015 والقاضي بالسجن 6 أشهر و 50 جلدة وذلك على خلفية إقامة صلاة الجماعة وفق المذهب الشيعي في منزله الواقع في مدينة الثقبة بمنطقة الخُبر، شرقي “السعودية”.
بوصالح عمد إلى إقامة صلاة الجماعة في منزله الخاص بعد أن منعت السلطات السعودية التصريح للشيعة ببناء المساجد في مدينة الخبر وأغلقت كافة المصليات التي خصصها الشيعة لاقامة الصلاة والمناسبات الدينية ضمن منازلهم الخاصة، الأمر الذي دفع القضاء لاستدعائه وإصدار حكم ضده يقضي بالسجن والجلد، غير أنه رفض المثول وقتئذ أمام المحكمة نظراً لعدم توفر المقومات القانونية للدعوى التي وجهت ضده.
وتمنع السلطات السعودية الشيعة الإمامية الإثنا عشرية والإسماعيلية من بناء المساجد وإقامة الصلاة في محافظة الخبر وأحيائها بذريعة عدم إقامتها وفق الأصول القانونية. وكانت السلطات الأمنية قد اعتقلت زهير عيسى بوصالح في 24 مايو 2015 على خلفية إقامة صلاة الجماعة واحتجزته في مقر شرطة الثقبة بتهمة “الدعوة الى تجمعات غير مرخصة” كما قامت بإقفال المصلى.
وفي الوقت الذي تتذرع فيه السلطات السعودية ببناء مساجد غير مرخصة في الخبر، يوثّق الحقوقي طه الحاجي تاريخ إنشاء المصليات الشيعية وفقاً للشروط القانونية في الخبر بسلسلة تغريدات عبر حسابه على “تويتر”، إذ تم تأسيس أول مصلى في حي الخبر الشمالية عام1961 الذي جرى نقله عام 1984 إلى بناية سكنية وذلك بموجب ترخيص البناء رقم 25/472070 الصادر يوم الاربعاء 29 أغسطس 1984. المصلى الثاني تأسس عام 1979 في الخبر الجنوبية، بموجب ترخيص البناء رقم 10/446865 بتاريخ 27/51980 وفق المحامي طه الحاجي، ثم تأسّس مصلى ثالث عام 1995 في حي الثقبة في بناية سكنية بموجب الصك رقم 2/177 يوم الاثنين 19 يونيو 1995.
وفي حين جرى تأسيس المصليات الشيعية بالخبر وفقاً لتراخيص قانونية صادرة عن السلطات السعودية إلا أن الأجهزة الأمنية لم تتوان عن إغلاق المساجد ومطاردة المصلين، حيث يشير الحاجي إلى أن المصلى الأول أُغلق لعدة مرات من قبل شرطة خبر ثم أُعيد فتحه بعد مفاوضات مطوّلة، ليتم استدعاء القائمين على المصليات في ما بعد بغية تبليغهم بأمر الإغلاق وإلزامهم بتعهد عدم إقامة الصلاة وذلك في 6 يونيو 2008 بالتزامن مع انعقاد المؤتمر الاسلامي العالمي في مكة المكرمة برعاية الراحل عبدالله بن عبدالعزيز.
على إثرها بادر القائمون على المساجد بزيارة محافظ الخبر يوم الاربعاء 25 يونيو 2008 لمعرفة أسباب الإغلاق والمطالبة بإعادة فتحها، وفي 3 يوليو من العام نفسه التقى القائمون على المصليات بالأمير جلوي نائب أمير الشرقية آنذاك وقدموا له خطاباً بخصوص الإغلاق. اتفق الطرفين في 27 اغسطس 2008 على إعادة فتح المصليات بعد إبلاغ القائمين شفوياً بالقرار النهائي، غير أنه بعد تأخر تنفيذ التوجيه بإعادة فتح المصليات من الجهات الحكومية بادر القائمون بفتحها في 28 نوفبر 2008. وفي يوم الأحد 14 مايو 2009 تم توقيف القائم على مصلى حي الجسر الحاج عبدالله المهنا لمدة 37 يوم لرفضه توقيع التعهد وأيضاً تم توقيف القيم على مصلى الثقبة من مقر عمله في الرياض ونقله الى الخبر لتوقيع التعهد بحسب الحاجي.
وبعدما علم القائمون على المصليات بالقرار الحكومي القاضي بإغلاق المساجد في الخبر توجهوا إلى الراحل عبدالله وسلموه ملف القضية كاملاً كما عقدوا لقاءاً مع وكيل وزارة الداخلية للشؤون الأمنية وعرضوا القضية عليه بعد تعذر مقابلة الوزير من دون الوصول إلى أي نتيجة تذكر ولا تزال المساجد الشيعية في منطقة الخبر مقفلة حتى كتابة هذا التقرير.