ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إماراتيين قولهم إنهم فضّلوا عدم الدخول إلى المدينة؛ لأنهم لا يريدون الدخول في حرب مدن خاصة، وأن القوات الموالية لهم غير مجهّزة لحرب من هذا النوع.
وأضافت الصحيفة الأمريكية أنه عندما بدأت الإمارات حربها للسيطرة على الحديدة، الشهر الماضي، كان المسؤولون الإماراتيون واثقين من تحقيق انتصار سريع، غير آبهين بالتحذيرات الدولية من كارثة إنسانية محتملة، فخورين بقواتهم العسكرية والمليشيات المحلية التابعة لهم وقدرتها .
لكن تحديات حرب المدن (الشوارع) أوقفت الهجوم، وسط موجة من النشاط الدبلوماسي الذي يهدف إلى وقف الحرب الأهلية.
وتابعت الصحيفة أن معركة السيطرة على الحُديدة أدّت إلى غضب دبلوماسي دوليّ كبير؛ بسبب القلق على سلامة المدنيين البالغ عددهم 600 ألف نسمة، والخشية من تهديد الحرب لخطوط الإمداد والإغاثة الإنسانية التي تصل عبرميناء الحديدة إلى نحو 8 ملايين يمني.
وأوضحت الصحيفة أنه في حين تمكّنت القوات المدعومة من الإمارات من السيطرة على المطار "حسب قولها"، فإنها فشلت في شنّ هجوم آخر للسيطرة على الميناء، حيث رفضت الولايات المتحدة تقديم مساعدة لوجستية لتلك القوات.
وفيما يتعلق بالميدان اعتبرت الصحيفة أن القوى المتصارعة وصلت إلى طريق مسدود؛ فحتى وقت قريب كان تحالف العدوان يرفضون مبدأ مفاوضات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة منذ أكثر من عامين.
غير أن دبلوماسيين على دراية بالأوضاع في اليمن قالوا إن الضغوط الدبلوماسية، بثّت الحياة من جديد في جسد المفاوضات الميت، حيث تجري حالياً مفاوضات وُصفت بالحسّاسة؛ بين مسؤولين من الأمم المتحدة وممثليين عن حركة انصار الله والإمارات والسعودية وحكومة هادي.
وخلال الأسبوع الماضي، التقى مارتن غريفيث، الممثّل الخاص للأمم المتحدة في اليمن، زعماء من حركة انصار الله، والتقى الرئيس عبد ربه منصور هادي، وأطلع مسؤولون كبار بالمنظّمة الأممية السعوديين والإماراتيين على تفاصيل تلك المفاوضات.
ويسعى المبعوث الأممي من أجل التوصّل لاتفاقيّة تتولّى بموجبها الأمم المتحدة إدارة ميناء الحديدة.
في بداية معركة الحديدة قال المسؤولون الإماراتيون إن لديهم هدفين رئيسيين في الحديدة؛ الأول هو السيطرة على الميناء والمطار، والثاني هو أن يكون هذا الانتصار مقدّمة لدفع انصار الله وإجبارهم على الدخول في مفاوضات السلام حسب تعبيرهم، ومنح القوى اليمنية المدعومة من قبل الإمارات والسعودية دفعة أقوى خلال مفاوضات السلام.
وأشارت الصحيفة إلى أن الخسائر بين الجانبين أقلّ مما كان متوقّعاً، ومع ذلك حذّر بعض الدبلوماسيين العاملين في الشرق الأوسط من مخاوف اندلاع القتل في أية لحظة، خاصة أن مسؤولين إماراتيين قالوا إنهم لا يملكون سيطرة تامّة على المليشيات التي يدعمونها.
23