وكان الرئيس الاميركي دونالد ترامب صريحا منذ البداية حول طبيعة العلاقة التي يريدها بين بلاده وبين السعودية تحديدا. فهو بنى هذه العلاقة على قاعدة قديمة هي الحماية مقابل المال. وهو ما طبقه بالفعل منذ اكثر من عام ونصف حتى الان.
ولاستدراج الاموال من السعوديين بالمقام الاول، كان لا بد من عدو يوجد فقط في افكار ترامب، فهو اقنع السعوديين ان ايران عدوهم الاكبر وان اي سياسات تعتمدها واشنطن تجاهها تستدعي ثمنا وهذا الثمن بطبيعة الحال على عاتق حكام الرياض.
وقال ترامب:"اوبك تتلاعب بسعار النفط وعليها وقف ذلك لاننا نحمي الكثير من الدول الاعضاء فيها. احد الوجوه السلبية للخروج من الاتفاق النووي مع ايران هي خسارتنا الكثير من النفط وعلى هذه الدول تعويض ذلك. من هو عدوهم الاكبر؟ انها ايران لذا عليهم التعويض. لدي علاقات جيدة مع الملك السعودي وولي العهد وعليهم زيادة انتاج النفط".
وتقوم المعادلة الاميركية على التنصل من الاتفاق النووي مع ايران يسبب خسارة كبيرة لواشنطن وعلى السعوديين التعويض من خلال رفع انتاج النفط الى مليوني برميل يوميا. وهو ما وافقت عليه الرياض وحرصت على ابقائه سرا كما تشير التقارير غير ان تغريدة ترامب كشفت المستور.
لكن حرص ترامب على قبض ثمن مواقفه تجاه ايران وتصويرها كعدو لدول المنطقة، قد يؤدي لواقع مختلف كليا، فالرياض لا يمكنها رفع انتاجها كما اكدت طهران، واذا ما اقدمت على هذه الخطوة ستكون قد خرقت اتفاق فيينا الاخير. فيما اكد نائب الرئيس الايراني اسحق جهانغيري ان اي طرف ياخذ حصة بلاده في السوق النفطية يرتكب خيانة عظمى سيدفع ثمنها.
كل ذلك قد يؤدي الى الطلب من السعوديين الانسحاب من اوبيك في خطوة قد تضرب سوق النفط. فيما تشير التقارير الى ان الخاسر الاكبر ستكون السعودية حيث ستدخل الولايات المتحدة مرحلة انتاج النفط الصخري بعد عامين وتتخلى عن البئر السعودي وبالتالي ستنتهي مفاعيل اتفاق كوينسي المستمر منذ ثلاثة وسبعين عاما والقائم على تامين الحماية الاميركية المطلقة لنظام ال سعود مقابل تامين امدادات الطاقة التي تحتاجها واشنطن.
23