وقال بلير، خلال مقابلة مع شبكة "CNN" الأمريكية: "أود أن أذكر العراقيين، سواء أيدتم أم عارضتم ذلك، إلا أنه كان هناك 6 لجان تحقيق مختلفة (حول حرب العراق)، وكلها توصلت إلى الأمر ذاته، وهو أن الحكومات ربما أخطأت (بقرار الحرب بناء على المعلومات الاستخباراتية) إلا أنها لم تكذب.
وتطرق رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، إلى اختلافات الأزمات الدولية التي تشهدها أمريكا مع حلفائها والعالم اليوم تحت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبين تلك الاختلافات بعهد الرئيس الأسبق جورج بوش، معلقًا: "من وجهة نظري، السياق مختلف، هجمات 11 سبتمبر على أمريكا، أدت إلى اختلاف كامل بنظرة الولايات المتحدة لمصالحها ولسياساتها الدولية، ولكن ما أقوله، ولأنني عملت على مقربة من الرئيس جورج بوش، أنه ومع الانقسام الذي خلقه بطبيعة الحال، نظرا للقرارات الصعبة التي توجب عليه اتخاذها، إلا أنه كان يحاول لملمة الأمور وإعادتها إلى ما كانت عليه" حسب قوله.
وتابع: "أتذكر اجتماع الدول السبع الكبرى في عام 2005، حضر بوش ووافق على أمور تتعلق باتفاقية التغير المناخي والتي لا أعتقد أنه كان موافقا عليها 100%، إلا أنه وافق عليها وباتت اتفاقية كبرى، وأعتقد أن الرئيس والإدارة الأمريكية الحالية، كان بإمكانهما القيام بالأمر ذاته، والمحافظة على مفهوم في أوروبا يتمثل في: رغم كل الاختلافات، إلا أننا في الصف ذاته وندفع نحو ذات الاتجاه".
وكان تقرير لجنة "تشيلكوت" الصادر عام 2016، عن غزو العراق عام 2003، قد أكد أن التدخل العسكري البريطاني كان خطأ أدى إلى عواقب خطيرة لم يتم تجاوزها حتى اليوم، واستنتجت اللجنة في التقرير النهائي أن حكومة بلير انضمت للعملية العسكرية في العراق، قبل استنفاد كافة الفرص المتوفرة للحل السلمي، مضيفا أن العمل العسكري لم يكن "الملاذ الأخير".
وأضافت "كان التدخل البريطاني في العراق خطأ، ونحن مازلنا نواجه عواقب هذا القرار للحكومة البريطانية حتى اليوم"، واستنتج المحققون البريطانيون في تقريرهم الذي استغرق إعداده 7 سنوات، أن التدخل البريطاني جاء على أساس "معلومات استخباراتية مغلوطة وتقييمات لم يتم التدقيق فيها"، وأشاروا إلى أن لندن تحدثت عن الخطر الذي مثلته "أسلحة الدمار الشامل" في أيدي العراق بيقين لا مبرر له.