وتحدث الحوثي حول آخر التطورات بالنسبة للمشهد الميداني في محافظة الحديدة قائلاً إن معركة الساحل محرقة غامر فيها العدوان بجنوده ومرتزقته، مؤكداً سقوط الكثير من قيادات وأفراد تحالف العدوان في معركة الساحل الغربي، وتابع: كما تم تقطيع أوصال التمدد الطولي الذي أحدثه العدو على الشريط الساحلي، وتم قطع خطوط الإمداد من ثلاثة مواقع، ومحاصرة مجاميع العدو، مما اضطره لإجلاء الكثير من جنوده عبر البحر، كما تقوم طائرات العدوان باستهداف مرتزقته في معركة الساحل عند كل تراجع من قبلهم. وأكد الحوثي أن قوات التحالف لم تحرز أي انتصارات، وإنما حاولت الاختراق في أماكن فارغة لا يوجد فيها أي تواجد عسكري.
وحول توقيت و طبيعة الرد العسكري على تحالف العدوان قال الحوثي: إن خياراتنا مفتوحه وأهدافنا متنوعة فمن حقنا أن تستمر صواريخنا وأن تتنوع الأهداف لتضرب يدنا الطولى من يعتدي على اليمن، في الزمان والمكان المناسبين، وسنستمر في قصفنا للمنشآت الحيوية التي نستطيع من خلالها أن نكون قوة ردع. وتطرق السيد الحوثي إلى تردي الأوضاع الاقتصادية في الامارات نتيجة مشاركتها في العدوان على اليمن قائلاً “هناك بعض الشركات اعلنت افلاسها” وتابع: اضطرت الإمارات إلى فرض زيادة في أسعار المشتقات النفطية على مواطنيها خلال العدوان مع ان حجمها الاقتصادي وقلة السكان والمساحة كان يفترض بالنظام توزيع المشتقات على المواطنين بالمجان.
وحول نوايا المبعوث الأممي “مارث غريفيث” قال السيد الحوثي “نحن قلنا إنه قد تكون لدى المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة نوايا إيجابية، ولكن الطرف الآخر يحاول إعاقة مهمته، وقلنا إن البيان الصادر عنه ـ بعد زيارته الأخيرة إلى اليمن ـ تضمن تأكيدا على أن من يعتدون على اليمن هم من يعيقون الحل.” وأضاف رئيس اللجنة الثورية العليا قائلاً “على المبعوث الدولي أن لا يمارس مهمة سابقه “ولد الشيخ” حتى لا يفشل”، وأكد أن: أي تصعيد عسكري سينتهي دون تمكن دول التحالف من حسم المعركة، والماضي شاهد .
وحول موقف جماعة أنصار الله من استمرار جلسات الحوار مع المبعوث الدولي “مارث غريفيث” قال السيد الحوثي: “نحن نرحب بالحوار مع كل اليمنيين سواء كان حزبا أو شخصية سياسية أو اجتماعية أو غيرها، فأيدينا مفتوحة دائما للحوار مع إخواننا وأبنائنا في اليمن ولكن من يرفض هذا الحوار دائما هم الآخرون بسبب الضغوطات التي تمارس عليهم من قبل حلفائهم”. وحمّل السيد الحوثي أميركا والسعودية وبريطانيا والإمارات وكل دول التحالف التي تشارك في الحصار المسؤولية عن الوضع المعيشي الصعب في اليمن، وقال “هي تحاصر الشعب اليمني وفرضت حربا اقتصادية عليه” وتابع: “هم من يسيطر اليوم على البترول ومن يسيطر على الغاز، وهم من يسيطر على بقية المنافذ ومن يمنع أيضا وصول الطيران”. وأضاف ان: العدوان من يحاصر كل إيرادات الجمهورية اليمنية، وهو من نقل البنك المركزي اليمني من صنعاء.
وحول الدور الاميركي و البريطاني والفرنسي في معركة الحديدة قال السيد الحوثي: “ان أنظمة دول أميركا وإسرائيل وبريطانيا و السعودية والإمارات وغيرها من الدول التي تتحالف ضد الشعب اليمني أتت عموما لتستهدف شعبنا اليمني في جميع محافظاته من أجل القضاء عليه ومن أجل إفساده، من أجل احتلال اليمن ومصادرة قراره، هذه أنظمة لا يمكن لأحد أن يتحدث عنها بأنها تبحث عن الحفاظ على مقومات الشعب أو الحفاظ على حقوق الشعوب أو أنها أتت من أجل مصلحة الأمة أو أنها أتت من أجل بناء الشعوب المستضعفة أو الفقيرة”.
وتابع: لا يختلف اثنان على أن ما يحصل من عدوان لا يخدم الشعب اليمني، ولا يمكن لأحد أن يُلقي بمئات الآلاف من أطنان القنابل والمتفجرات ثم يقول أتى ليخدم اليمن وليبني مستقبل الشعب اليمني وليحافظ على بناه التحتية، أو أنه أتى من أجل حرية اليمن وديموقراطيته.
وعن المشاركة البريطانية، قال رئيس اللجنة الثورية العليا في اليمن “نحن حمّلنا المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية مسؤولية أي معركة جديدة في الحديدة وما يترتب عليها، فالبريطانيون أبلغونا قبل أسبوع من المعركة أن الإماراتيين والسعوديين أكدوا عدم الدخول في معركة الحديدة إلا بموافقتهم ومساعدتهم، وببدء التصعيد تأكدنا من ضلوعهم ولذلك حملناهم والأميركان مسؤولية أي معركة في الحديدة وما يترتب عليها من تدمير لمينائها أو مجاعة للشعب أو غيرها”.
وعن المشاركة الإسرائيلية في معارك الساحل قال الحوثي: نحن نعتبر أن عدم تصريح الإسرائيليين بمشاركتهم في العدوان على اليمن عائد إلى ما يقولونه عن عدم تعريض من يساندونه من الأعراب للإحراج، لكن الجانب العسكري اليمني وثق مشاركة الطيران الحربي الإسرائيلي في تلك المعارك، كما أن اليمن هي الدولة الثانية التي قصفتها المقاتلات الإسرائيلية إضافة إلى سوريا، وهذا ما يشير إليه حديث قائد القوات الجوية الإسرائيلي مؤخرا بهذا الصدد.
وحول الوصول لتوافق مع المبعوث الدولي قال السيد الحوثي “العدوان على اليمن يتطلب لايقافه الايمان بان التدخل الخارجي الممثل بدول العدوان”. وأضاف أن دول العدوان هم من يعيقون ويصعدون ويرفضون الوصول لاي حل. وتابع: العدوان عمل ويعمل بكل وسعه من أجل إثارة الكره والبغضاء بين الناس، هذا هو الذي يحصل من قبل العدو، إنها مؤامرة لتفتيت النسيج الاجتماعي، إنها مؤامرة من أجل القضاء على المكونات اليمنية بأكملها، كل المقومات اليمنية بأكملها، من أجل أن يخدم مصالحه وتوجهاته، من أجل أن يسير الشعب في ركب وسياسة الأميركيين، من أجل أن ينفذ اجندة الإسرائيليين في المندب وغيره.
وحول عودة الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي إلى عدن قال السيد الحوثي “هادي وغيره من المرتزقة أصبحوا منبوذين من أبناء الشعب اليمني، لذا تراهم يخافون من المكوث في أي منطقة من اليمن، فضلا عن أنه لا يمكنهم العودة إلى المناطق المحتلة إلا بإذن الغزاة”. وتابع: حين يعودون لفترة ما يكونون تحت الإقامة الجبرية في وطنهم، حيث لا يسمح الغزاة لهم بالتحرك أو اي نشاط إلا بعد أخذ إذن مسبق، لذا فإن عودة هادي إلى عدن أمر ليس له أي قيمة.
ووعد رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي قوى الغزو والاحتلال بأنها لن تنعم باستقرار في اليمن وعزا ذلك لكونها ميليشيات إرهابية قدمت في كل المناطق التي احتلتها نموذجا لمشاريعها التدميرية. وأكد أن “الكثير من الأهداف والأوراق التي يستطيع الجيش واللجان الشعبية تحريكها في وجه العدوان لا زالت كثيرة بجعبتهم، وستستخدم في إطار ردع العدوان ومعادلة السن بالسن باذن الله”.
ووجه السيد حوثي رسالة لتحالف العدوان وقال “إن الجمهورية اليمنية تواجه الرجعيات العربية، فعندما يسارع الشعب اليمني في رفض الغزو والاحتلال، وعندما يسارع في العزة والنبل والأخلاق، وعندما يسارع في التضحية والفداء، فهو يعلم يقينا أنه يقاتل من يسارع في العمالة والعبودية، ومن يسارع في الامتهان والرذيلة، ومن يسارع في بيع الأرض والحرية والعنفوان.
وختم رئيس اللجنة الثورية العليا حديثة قائلاً “إننا نخوض معركة قيم واستقلال، وحتما سيكون النصر حليف الجمهورية اليمنية، والشعب اليمني سيحقق الانتصار بفضل الله تعالى وتضحيات الرجال الأبطال المجاهدين من الجيش واللجان الشعبية، ونؤكد أن اليمن ستبقى خالدة، والجمهورية شامخة”.