وتوقع “الغيلاني” أن تتعرض مسقط والكويت إلى ما تعرضت إليه الدوحة في 5 يونيو 2017، في إشارة إلى الحصار الذي تزعمته السعودية.
وأضاف: “عُمان والكويت ليستا بعيدتان عن الأزمة الخليجية، إذ أن موقفهما المحايد في الظاهر -إن كان في جوهره أقرب إلى رفض حصار قطر- لم يكن مقبولاً من قبل السعودية والإمارات”.
“الغيلاني” في حوار مع “الخليج أون لاين” أعرب عن اعتقاده بأن الممانعة العمانية الكويتية للإقصاء والامتهان والضغط الذي تعرضت له قطر، أحبطت الكثير من المشاريع؛ على رأسها الخيار العسكري الذي تم تنحيته، حسب ما أعلن أمير الكويت، صباح الأحمد الجابر الصباح، مؤخراً.
وأشار الأكاديمي العُماني إلى أن الدولتين الخليجيتن تصدّتنا إلى خطة عزل الدوحة وإقصائها من مجلس التعاون الخليجي، وعملتا على إحباطها. ويدلّل على ذلك بحضور قطر القمة الخليجية التي استضافتها الكويت في (ديسمبر 2017).
ولفت إلى أن “حصار قطر يأتي ضمن مشروع إقليمي تقوده السعودية والإمارات، ويرمي إلى تغيير هياكل السلطة ليس في منطقة الخليج فحسب، بل في مناطق أخرى منها القرن الإفريقي ومصر وغيرها”.
واستطرد حديثه: “هناك حالة من القلق والتوجس لدى الرأي العُماني والكويتي من تكرار سيناريو قطر في دولتيهم”، معتبراً أنه “حال حدث ذلك، فإن الخليج سيشهد مزيداً من التوتر وعدم الاستقرار”.
وضمن الأزمة الخليجية وحصار قطر أيضاً، أكد الغيلاني أن الدوحة استطاعت تجاوز مرحلة التهديد الوجودي الذي تعرضت له بداية الأزمة، عبر عقد تحالفات مع أنقرة، وتجديد أخرى مع واشنطن”.
كما أنها نجحت في إيجاد بدائل خارجية، عبر تأكيدها للشراكة القطرية العُمانية وغيرها، ووظفت القوى الناعمة الإعلامية، الدبلوماسية والأخلاقية والاستثمارية في تجاوز هذه الأزمة، تابع الغيلاني.
وحول ارتدادات النجاحات القطرية على المشروع الإماراتي السعودي، قال: “كان ينبغي لدول الحصار أن تعيد حساباتها وتدرك أنه أخفق”، مستدركاً: “يبدو أن هناك إصراراً على المضي في مقاطعة قطر”.
واعتبر أن “هذه المسألة مرتبطة بجملة من العوامل؛ أولها حدوث تحوّل في أنماط التفكير الاستراتيجي داخل دول الحصار، ما ينعكس على مقارباتها الخارجية، لكن ليس في الأفق ما يشير إلى إمكانية حدوث هذا”.
المصدر: وطن سرب
22