لم تبقَ بطولة كأس العالم في منأى عن التجاذبات السياسية. فوزير دفاع الكيان الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان زَعَمَ بأن المهاجم الأرجنتيني ليونيل ميسي أضاع ركلة الجزاء أمام منتخب آيسلندا لأن الأرجنتين ألغت آخر مباراة "وديّة" ضد كيان الاحتلال (بسبب جرائم الاحتلال الاخيرة في غزة) قُبيل مشاركتها في نهائيات كأس العالم.
فبحسب ليبرمان، كانت تلك المباراة كفيلة بتوفير المزيد من الخبرة لميسي!!
وعلق رايش: أشكّ في وجود رابط فعلي بين الأمرين، وأعتقد أن منتخب الأرجنتين اتّخذ قراراً صائباً بإلغاء المباراة... إذن، عبثاً حاولت "إسرائيل" تسييس المباراة.
واضاف رايش حول تسييس الحدث الكروي: ثمة أمر آخر مثير للاهتمام طرأ في المباراة الافتتاحية لكأس العالم التي جمعت روسيا والسعودية. فقد ظهرت خلال المباراة إعلانات الخطوط الجوية القطرية على شريط الإعلان الجانبي للملعب، فبدا ذلك وكأنه هدف سجّلته قطر في مرمى السعودية كطريقة لإهانتها على وقع الخلافات المُستعرة بينهما... وقد شكّل حجب قناة BeIN الرياضية القطرية في كلٍّ من السعودية والإمارات وإطلاق قناة بديلة مُقرصنة تحظى برعاية الدولة على الأرجح، فصلاً جديداً من فصول التصعيد مع قطر والذي مضى عليه عام من الزمن.
وحول امكانية ان نشهد من الآن فصاعداً مباريات أكثر مساواة من السابق.. قال رايش: رايش: ثمة توجّه يقضي بانضمام أفضل اللاعبين في العالم إلى الأندية الأوروبية الخمسة الكبرى، وهي إنكلترا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا، ما أتاح فرصاً متساوية بين لاعبي معظم البلدان. لكن الفرق المتحدّرة من بلدان لاتملك تاريخاً حافلاً في كرة القدم، واجهت صعوبة على مستوى بناء القدرة التنافسية.
وبشأن استضافة قطر كأس العالم خلال دورته المقبلة والمخاطر التي يمكن أن تواجهها.. قال رايش: سيجري كأس العالم للعام 2022 في قطر، على الرغم من أن ذلك قد لايعجب الجميع...
واضاف: تستخدم قطر الرياضة بشكل استراتيجي كأداة في السياسة الخارجية تساهم في الحفاظ على أمن الدولة وتسمح للبلاد بتعزيز قوتها الناعمة... وكانت خطوة قطر المتمثّلة في نقل اللاعب البرازيلي نيمار جونيور إلى فريق باريس سان جيرمان المملوك لقطر غداة اندلاع الأزمة الدبلوماسية مع السعودية وباقي دول المقاطعة ذكية، وهدفت إلى تغيير مجرى الأخبار المرتبطة بقطر في وسائل الإعلام العالمية. مع ذلك، لن تبلغ قطر أهداف سياستها الخارجية ما لم تعمل على تحقيق توقّعات الدول الغربية بإصلاح البلاد، خاصة عندما يتعلق الأمر بتحسين ظروف المعيشة والعمل للعمال المهاجرين.
* مركز كارنغي للشرق الاوسط