تصدر هاشتاغ "إرحل_يا_سيسي" مواقع التواصل الاجتماعي على مدار الأيام الخيرة، كجزء من ردّة فعل تلقائية على الأحوال الاقتصادية والاجتماعية والحقوقية في مصر، التي بدأت تدهور منذ استلام عبد الفتاح السيسي لمنصب الرئيس عقب وصوله لسدة الحكم بعد اقالة الرئيس المصري الاسبق محمد المرسي المحسوب على جماعة الاخوان المسلمين المصرية في حزيران/ يونيو 2014.
هاشتاغ #ارحل_يا_سيسي
وقد احتل هاشتاغ #ارحل_يا_سيسي المركز الثالث في قائمة أعلى الوسوم تداولا في مصر، أمس الأربعاء، بتغريدات تعددت ثمانية آلاف خلال ساعات من إطلاقه.
وعدّد النشطاء خلاله السلبيات التي يرونها في قرارات السيسي الأخيرة، ومنها زيادة أسعار الكهرباء والمحروقات، وما ترتب عليها من زيادة في أسعار السلع الغذائية، بالإضافة إلى فرض المزيد من الضرائب والرسوم.
كذلك وجه النشطاء انتقادات حادة إلى سياسات السيسي المتناقضة، القائمة على التمييز بين فئات الشعب، بحسب وصف النشطاء، حيث تناول النشطاء الامتيازات والرفاهيات التي ينالها أفراد الجيش والشرطة والقضاء ورجال الأعمال والإعلاميون، خاصة تلك القرارات التي أصدرها بعد قسمه اليمين الدستوري، بزيادة معاشات العسكريين، وزيادة أقرها لأعضاء السلك الدبلوماسي بأثر رجعي منذ 2015.
الوسم أيضا تضمن احتجاجا غاضبا على الضرائب والرسوم المفروضة مطلع الشهر الجاري، والتي رفعت قيمة بعض الرسوم إلى 2200 بالمئة من قيمتها الأساسية (رسوم استخراج رخص قيادة مهنية على سبيل المثال).
ونوه النشطاء في تغريداتهم إلى تعليق السيسي الأسبوع الماضي على زيادة الأسعار، حيث قال: "الدولة تقدم 330 مليار جنيه دعما للمواطنين كل عام، ويجب علينا جميعا أن نتألم ونقاسي لنكون دولة قوية وذات شأن، وكمصريين لا بد أن ندفع الثمن مع بعض".
وعن الزيادة في أسعار الكهرباء تحديدا، قال: "أؤكد ليكم يا مصريين أن هذه الشرائح أقل من تكلفتها، أنا ممكن ماكلش ومشربش ومحدش يجاملني، قسما بالله ممكن أمشي 10 كيلو ومركبش مع حد عربيته ويجاملني، ومفيش شركة في الدنيا هتقدم منتجاتها بأقل من تكلفتها وهتنجح، لو سمحت متديش ظهرك لمصر، أنا مديتش ظهري ليها، بس أنا هتحاسب أدام ربنا على كل كلمة بعملها".
كذلك عدّد النشطاء الديون الداخلية والخارجية على مصر، التي تضاعفت خلال السنوات الأربع الماضية من الفترة الرئاسية الأولى لقائد الانقلاب، عاقدين خلال ذلك مقارنات بالأرقام بين فترته وبين فترتي الرئيسين؛ المنتخب محمد مرسي، والمخلوع مبارك، كما لم تغب التظاهرات الأردنية الأخيرة عن الوسم، مطالبين بالاحتذاء بها.
تدشين هاشتاغ مضاد "#السيسي_زعيمي_وافتخر"
هذا وبدأت انصار السيسي بتدشين وسوم مضادة مثل "#السيسي_زعيمي_وافتخر"، والذي فشل في منافسة #ارحل_يا_سيسي، واستمر وجوده في القائمة لوقت قصير، فدشنت وسماً آخر يرد مباشرة على طلب رحيل السيسي تحت اسم "#السيسي_مش_هيرحل"، وقامت الكتائب والمواقع الإلكترونية بمحاولات مستمية لدفع الوسم للمنافسة، ولكنه لم يقترب من القمة.
اللافت ظهور وسمين متشابهين يطالبان برحيل السيسي، أحدهما "#ارحل_ياسيسي"، وآخر "#ارحل_يا_سيسيي" بياء زائدة، ما اعتبره ناشطون محاولة من الكتائب الإلكترونية لإيقاف طوفان المشاركات في الوسم الأصلي، للحيلولة دون استمراره في الصدارة.
ويذكر أن مصر تشهد في عهد «السيسي» حالة من التدهور غير المسبوق على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية؛ إذ يعاني غالبية المصريين بشدة من الارتفاع الجنوني في أسعار السلع والخدمات.
كما تعاني البلاد من ارتفاع قياسي في معدلات التضخم، في ظل ارتفاع غير مسبوق للديون الداخلية والخارجية.
وحسب تقرير رسمي صادر عن وزارة المالية في مصر أواخر 2016، فإن 21 مليونا و710 آلاف مصري باتوا غير قادرين على الحصول على احتياجاتهم الأساسية، من بينهم 3.6 ملايين مصري لا يجدون قوت يومهم، ويواجهون عجزا في الحصول على الطعام والشراب.
وتشهد مصر أيضا في عهد «السيسي» حملة قمعية غير مسبوقة تستهدف المنتقدين والمعارضين، وتعصف بالحقوق والحريات الأساسية، وترسخ دولة الاستبداد التي ثار عليها بشجاعة كثير من المصريين في 2011، فضلا عن استنزاف ثروات البلاد وبيع أراضيها.