" إسرائيل" كانت في جوبر … أهم عمليات الموساد بمساعدة “الثوار” عندما تصدق رواية دمشق عن المؤامرة

الأحد 24 يونيو 2018 - 09:29 بتوقيت مكة
" إسرائيل" كانت في جوبر … أهم عمليات الموساد بمساعدة “الثوار” عندما تصدق رواية دمشق عن المؤامرة

سوريا_الكوثر: ارتدى الإسرائيلي “شروالاً” وأخفى قلنسوته في جيبه، جلس على كرسي من قش ليحتسي شاياً دمشقياً بابتسامة خبيثة، وعيناه تقنصان كنيساً أثرياً، رفع علم الانتداب الفرنسي ووضع كتفه على كتف “ثوار العقد الجنسية السماوية” حتى تحولت جوبر إلى خط مواجهة متقدم نيابةً عن تل أبيب.

سنوات طويلة من عمر الحرب السورية كان فيه هذا الحي الدمشقي بؤرة للإرهاب، كل الخفايا كانت في مدينة تحت الأرض!.

أسلحة نوعية وعتاد إسرائيلي وأمريكي تم اكتشافها في جوبر، أقدم المخطوطات العبرية التي كانت متواجدة في الكنيس اليهودي في الحي باتت في قلب تل أبيب؟!!.
بالعودة إلى بدايات الحرب السورية حمل لواء “الحرية” ثلاثة من أساطين الصهيونية، أولهم برنار هنري ليفي وهو غني عن التعريف، والثاني جون ماكين الأمريكي الصهيوني المتشدد للكيان الاسرائيلي"، اما الثالث فهو روبرت فورد السفير الأمريكي السابق لدى دمشق.
فاز “ثوار الحرية” بصور تذكارية مع الصهاينة الثلاثة، زارت بسمة قضماني تل أبيب، وأعلن فريد الغادري صراحةً أن العلم الاحتلالالإسرائيلي سيرتفع فوق دمشق في حال سقط النظام في إشارة إلى القابلية للتطبيع، تمدد المجاهدون على الأسرة في مشافي إسرائيلية، وأعادوا مقولة ابن تيمية من قلب الأراضي المحتلة ” اليهود أفضل من طوائف سورية بعينها” لمعت عينا آفي ديختر وزير الأمن الإسرائيلي السابق من هضبة الجولان المحتلة مناشداً الدنيا مساعدة ” ثورة القطعان” في سورية.
في جوبر تم تجهيز المكان ليكون حصناً غربياً ـ إسرائيلياً ـ خليجياً يهدد العاصمة، لقد كانت معركة الحي من الصعوبة أن لم يفهمها حتى بعض مؤيدي الدولة السورية، شبكة أنفاق عميقة وطويلة هددت أحياء دمشقية عريقة مجاورة لها كباب توما وباب شرقي، خلايا استخبارات أمريكية وإسرائيلية ومستشارين غربيين فيما كان بعض الخليجيين يذهبون في رحلة سفاري تفقدية إلى الحي بمعية “الثوار” عبر الأنفاق.
قطع أثرية ثمينة من معبد يهودي قديم في الحي تمت سرقتها، إضافةً لنسخ من الكتاب اليهودي المقدس التوراة مصنوعة من جلد الغزال، ولوحات نسيجية وشمعدان، لقد كانت تلك الآثار في عهدة ميليشيا فيلق الرحمن، ليقول نشطاء أنها مُررت من تركيا إلى الكيان الاسرائيلي في نهاية المطاف!.
وصول هذه الآثار للكيان الإسرائيلي تعني شيئين الأول وجود عملاء سوريين ممن سموا أنفسهم ثواراً، وبالمناسبة المعارضة ومسلحوها مخترقون لحد كبير من قبل الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية، والثاني وجود نشاط استخباراتي كبير في بعض أماكن سيطرة المسلحين وقد تُعتبر عملية نقل قطع أثرية ذات معنى ديني بالنسبة لليهود من أهم العمليات الاستخباراتية الحديثة التي قام بها الموساد وحلفائه عن طريق العملاء “الثوار” من السوريين.
لقد كان بعض المعارضين المشهود بوطنيتهم في الداخل ضد نظرية المؤامرة ويظنون أن اليد الإسرائيلية والنشاط الموسادي وشبكات العملاء بين “الثوار” مبالغة روجت لها السلطات السورية، لكن بعد تتالي مواقف المعارضين الخارجيين زيارة بعضهم للكيان الاسرائيلي وإجراء البعض الآخر مقابلات مع صحف إسرائيلية، فضلاً عن وجود صور واضحة صحيحة وغير مزورة تظهر وجود الصهاينة ماكين وليفي برفقة المسلحين، إضافةً لاستقبال بعض الأهالي لروبرت فورد بالورد والأرز، باتت الحقائق واضحة، تبخرت نظرية المؤامرة، وصدقت السلطات السورية فيما كانت تقوله وتحذر منه، وفيما يتلذذ بعض المعارضين بوضع أسمائهم في قوائم المفاوضات ويظهرون على الشاشات ليرشقوا الاتهامات والمزاعم ضد دمشق، يجلس ضابط استخبارات إسرائيلي في مكتبه يشاهد الفضائيات العربية الداعمة للمعارضة رافعاً نخب العملاء الذين تم تجنيدهم.

المصدر: عاجل

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الأحد 24 يونيو 2018 - 09:19 بتوقيت مكة