وتوقّع فيليبس أن يُجبر مقاتلو المعارضة على إخلاء مناطقهم جنوباً كما حصل مؤخراً في دمشق، بسبب تكتيك القصف العنيف الذي تتبعه القوات السورية الروسية قبل شن الهجوم البري، مبيناً أنّ سيطرة الجيش السوري الكاملة على محافظة درعا تكتسي أهمية رمزية بالنسبة إلى الجيش السوري.
في السياق نفسه، أوضح فيليبس أنّ مقاتلي المعارضة يسيطرون على معبر نصيب بين سوريا والأردن، شارحاً بأنّه من شأن هزيمتهم أن تنعش التجارة الأردنية-السورية بشكل كبير وبالتالي اقتصاد سوريا العليل.
في المقابل، ألمح فيليبس إلى أنّ الحافز على شن هجوم على جنوب سوريا خارجي، لافتاً إلى أنّه يتردّد أنّ روسيا اتفقت مع الكيان الاسرائيلي علىىدخول الجيش السوري مجدداً إلى الجنوب شرط عدم مشاركة عناصر “حزب الله” في القتال.
كما نبّه فيليبس إلى أنّ الأسد سيزداد قوة، إذا ما فكّكت الولايات المتحدة قاعدتها في التنف نظراً إلى أنّ هذه الخطوة ستفتح معبراً حدودياً جديداً، هذه المرة مع العراق.
توازياً، كشف فيليبس عن “لاعب خارجي” يدعم بصمت دخول الجيش السوري إلى جنوب سوريا: الأردن، معتبراً أنّ موقف عمان إزاء دمشق لانَ مؤخراً، مع زيارة وفد تجاري أردني العاصمة السورية في أيار.
وبيّن فيليبس أنّ البعض يشكك في أنّ عمان تتقرّب من طهران، في ضوء البرودة التي تخيّم على علاقتها بحليفيْها التقليدييْن السعودية والولايات المتحدة، مرجحاً أنّ السبب يعود إلى الوضع الداخلي الأردني الهش، وموضحاً أنّ الأردن سيستفيد، إذا ما حل السلام جنوباً، عبر استئناف التجارة الحدودية وإفساح المجال أمام عودة النازحين.
وعليه، تساءل فيليبس عن السرعة التي سيتقدّم بها الأسد وعما إذا سيعطي الأولوية للتقدم شرقاً باتجاه النقاط الحدودية مع الأردن أو غرباً لتأمين الجولان، خالصاً إلى القول: “النتيجة النهائية تبدو حتمية: يظهر أنّ أيام مقاتلي المعارضة، الذين تخلى عنهم حلفاؤهم، في جنوب سوريا معدودة”.