حتى اليوم لم يبدأ الجيش السوري بأية عملياتٍ عسكرية واسعة على مواقع انتشار التنظيمات المسلحة في الجنوب السوري؛ يقتصر الأمر على بعض الاستهدافات الصاروخية والمدفعية المتفاوتة الفعالية رداً على استفزازات المسلحين الذين يرفضون التسوية التي أتاحتها الدولة السورية في فرصة منها لتحييد المنطقة عن عمل عسكري، يبدو أنه بات وشيكاً إثر تعنّت المسلحين ورفض داعميهم الإقليميين إيجاد أي مسار ينقذ المنطقة من ويلات الحرب.
مصدرٌ سوري مسؤول يؤكد في حديث لموقع “العهد” الإخباري أنّ “الدولة السورية مدّت يد التصالح والتسوية للمسلحين المنتشرين في أرياف محافظة درعا بهدف تحييد مناطقهم عن العمل العسكري مثلها مثل كل المناطق التي تمت فيها التسوية مسبقاً في أرياف دمشق وحمص وغيرهما، إلا أنّ المسلحين رفضوا هذه الفرصة التي قدمتها لهم الدولة السورية وقاموا بتنفيذ عشرات الاغتيالات في الآونة الأخيرة بحق أعضاء لجان المصالحات التابعين لوزارة المصالحة الوطنية وأغلبهم من وجهاء درعا المساهمين في إنجاز التسويات التصالحية”.
وبحسب المصدر عينه، فإن “المسلحين نفذوا عمليات الاغتيالات في المناطق التي يسيطرون عليها في الأرياف الشرقية والشمالية و الغربية للمحافظة عبر زرع العبوات الناسفة على محاذاة من بيوت بعضهم وفي سيارات آخرين أو عبر إطلاق الرصاص عليهم”، مشيراً إلى أنّ “معظم الاغتيالات قد نفذت في بلدة الغارية الشرقية حيث استشهد فيها أربعة من أعضاء لجان المصالحة على يد المسلحين الرافضين للتسوية فيها، بالإضافة إلى اغتيال اثنين آخرين في بلدة داعل وثلاثة آخرين في كل من بلدات جاسم وعابدين وخربة غزالة”.
“الدولة السورية مدت يد المصالحة والتسوية لمسلحي أرياف درعا وهي جادة في ذلك لكن قيادات المسلحين تعنّتوا وقاموا بقتل بعض أعضاء لجان المصالحة واختطاف أقرباء بعضهم الآخر لتوجيه رسالة تحذيرية لهم بغية ثنيهم عن سعيهم التصالحي كرد رافض منهم لأية عملية تسوية في المنطقة”، هذا ما يخلص اليه المصدر المسؤول في حديثه لـ”العهد”، مؤكداً أنّ “المسلحين ينفذون أوامر مشغّليهم الإقليميين الذين لا يريدون حقن الدماء وتجنيب المنطقة ويلات المعارك المحتملة، الأمر الذي سيضطر الجيش السوري لاستخدام القوة وإطلاق عمل عسكري يهدف لإنهاء الوجود الإرهابي المسلح وإعادة الأمن والأمان إلى المنطقة”.
المصدر: العهد، علي حسن
22