وجاء هذا القصف الأمريكي بعد تصدي الجيش السوري لثلاث عربات أمريكية كانت تتقدم باتجاه إحدى نقاط الجيش عند منطقة الهلبة جنوب شرق تدمر وبعد قيام الجيش السوري بالتصدي للعربات واستهدافها قام الطيران الأمريكي بقصف النقطة العسكرية السوري مما ادى الى استشهاد ضابط واصابة اخرين.
القوات الاميريكة تنشر قواعد عسكرية في سوريا
في نفس السياق نشرت الولايات المتحدة 19 قاعدة عسكرية في سوريا، يتم تدريب المسلحين على أراضيها، ويتم توفير إمداداتها من خلال 22 قاعدة عسكرية خارج ذلك البلد
قال الخبير الروسي فلادمير كوزين أن "الولايات المتحدة تسعى للحفاظ على أدوات التأثير على الوضع العسكري السياسي في سوريا بمساعدة الجماعات الإرهابية المسلحة."
وبينما اعلنت اميركا ان الهدف من احداث هذه القواعد هو دحر تنظيم "داعش" –صنيعتها-، لكن الحقيقة مغايرة لذلك، و قد بات هذا أمراً معروفاً وواضحاً، فكيف يمكن لمن يدعي أنه أتى ليقضي على داعش أن يحمي بقايا إرهابيي هذا التنظيم ويحتضنهم.
دور قاعدة التنف في دعم الارهاب:
اميركا تستخدم قواعدها العسكرية في ضخ الامدادات للجماعات المسلحة وهذا ما اكدته مصادر مطلعة حيث كشف المسؤول الأمني السابق في قاعدة التنف السورية، محمد السلام، عن قيام زعماء الفصائل المسلحة في قاعدة العسكرية التي تحتلها امريكا، بببيع أسلحة لتنظيم "داعش" الارهابي وبأشراف مباشر من ضباط في البنتاغون.
وعن تفاصيل دعم "داعش"، قال المسؤول عن القطاع التابع للجماعات المسلحة في قاعدة التنف السورية،"كان يقوم (قائد "مغاوير الثورة" مهند الطلاع) ببيع السلاح لداعش، فلما اكتشفنا الأمر وأخبرنا الأمريكيين بذلك، أن هذا القائد يبيع السلاح لداعش، لم يزدهم إلا تمسكا بهذا القائد، و السلاح هو سلاح أمريكي "إس بي جي" وسيارات من نوع "شاص" وسيارات من نوع "تاتا" وبنادق "إم 16" بأعداد كبيرة، آخر إحصائية عندما قام الأمريكيون بالإحصاء، كان لديهم نقص بـ 4700 بندقية "إم 16" ورشاشات 40، و49 و50 من أنواع مختلفة"
كما قال مصدر مطلع على الوضع الميداني في الشرق السوري لموقع العهدإنّ " التحالف الدولي بقيادة أمريكا قد نقل عدداً كبيراً من إرهابيي التنظيم المتواجدين في مناطق ريف الحسكة الجنوبي الشرقي إلى قاعدة التنف العسكرية الأمريكية بهدف إدخالهم في طور تدريب عسكري مُوسّع على يد الضباط الأمريكان المتواجدين هناك”، لافتاً إلى أنّ "قاعدة التنف الأمريكية شكّلت منطلقاً للعديد من الهجمات التي قام بها إرهابيو التنظيم باتجاه نقاط الجيش السوري في ريف دير الزور الشرقي منذ إقامتها، كما كانت منطلقاً للميلشيات التابعة لواشنطن ضد الجيش أيضاً، ورغم أن هذه الهجمات الإرهابية كانت صغيرة ومحدودة لا يمكن لها أن تُحدثَ تغييراً في خارطة السيطرة إلّا أنها كانت تُشغِلُ الجيش السوري عن عملياته في البادية المتزامنة مع عمليات تطهير ريف دير الزور الشرقي
تفكيك قاعدة التنف
وتاتي اهمية هذه المواجهات خاصة ان تفكيك قاعدة التنف الأمريكية على المثلث الحدودي بين العراق والأردن وسوريا، هو أساس اتفاق الجنوب الذي يجري الحديث حوله بين روسيا والولايات المتحدة وإسرائيل
وقال المحلل السياسي نضال السبع: "أن هناك اتصالات أمريكية روسية حول الجنوب السوري، محورها تخلي إسرائيل عن التنظيمات السورية المعارضة في الجنوب، وانتشار الجيش السوري بالجولان ودرعا والقنيطرة حتى الحدود الأردنية، وتفكيك قاعدة التنف العسكرية الأمريكية على الحدود السورية العراقية الأردنية، مضيفا "هناك اقتراح بتحويل قسم من الـ12 ألف مقاتل التابعين للمعارضة لشرطة محلية بالتعاون مع الروس، كما حصل في ريف حمص، وعودة الجيش العربي السوري للحدود الأردنية، واستلام مؤسسات الدولة السورية لكل مرافق الحياة في درعا، وإعادة فتح معبر نصيب بين سوريا والأردن"، موضحا أن الحكومة الاردنية تستعجل عودة الجيش السوري لحدودها، لفتح معبر نصيب، الذي يوفر لها عوائد جمركية تقدر بنصف مليار دولار أمريكي.
تاتي اهمية المواجهة البرية الاولى بين امريكا والجيش السوري، هو ان الحكومة السورية تسعى الان للعثور على حل تفاوضي مع الجماعات المسلحة في الجنوب السوري لانهاء سيطرة هذه الجماعات دون سقوط ضحايا ولابعاد فكرة الحل العسكري، لكن على مايبدو هذه المحاولات لاتروق لاميركا وحليفها الكيان الاسرائيلي الذي يرغب في استمرار الازمة السورية.