شنّت قوات الرئيس اليمني المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي، هجومًا واسعًا في 13 حزيران/يونيو الماضي بمساندة قوى التحالف السعودي بهدف اقتحام مدينة الحديدة على ساحل البحر الأحمر.
وتضم مدينة الحديدة التي يسكنها نحو 600 ألف شخص. ميناء رئيسيا تدخل منه غالبية المساعدات والمواد التجارية والغذائية الموجهة الى ملايين اليمنيين في بلد يعاني من أزمة انسانية كبيرة ويهدد شبح المجاعة نحو ثمانية ملايين شخص من سكانه.
وبدأ الهجوم في 13 حزيران/يونيو الجاري والذي اطلقت عليه القوات المهاجمة عملية "النصر الذهبي" بهدف السيطرة على المدينة، في أكبر هجوم تشنه هذه القوات ضد انصار الله منذ نحو ثلاث سنوات.
وكانت الامارات حددت الثاني عشر من حزيران/يونيو موعدا نهائيا للامم المتحدة للتوصل الى حل واقناع انصار الله بالتخلي عن الحديدة دون قتال.
وقالت 15 منظمة غير حكومية دولية في رسالة وجهتها الى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ان الهجوم ستكون له "عواقب مأسوية" على المدنيين مؤكدة انه "لا يمكن تصور ابقاء" مؤتمر باريس الانساني حول اليمن المقرر عقده اواخر شهر حزيران/يونيو المقبل.
وفي الرابع عشر من حزيران/يونيو، عاد هادي الى مدينة عدن جنوبي البلاد، من أجل "الاشراف على العمليات العسكرية في الحديدة.
وفي نيويورك. كرر مجلس الامن "المطالبة بإبقاء ميناءي الحديدة والصليف مفتوحين". علما بأن الصليف الواقع شمال مدينة الحديدة يشكل مع ميناء الحديدة المعبرين الرئيسيين للامدادات الغذائية والمساعدات الانسانية الى البلد الغارق في
الحرب.
من جانبه، حثّ قائد انصار الله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي المقاتلين على "الاستمرار في التصدي للعدوان ومواجهة قوى الطاغوت والاستكبار"، والى تحويل الساحل الغربي لليمن "إلى مستنقع كبير يغرق الغزاة".
ومع بدء هجوم قوات هادي وقوى التحالف السعودي في 15 من حزيران/يونيو للسيطرة على مطار الحديدة، اندلعت ظهر ذلك اليوم مواجهات على بعد نحو كيلومترين من المطار الواقع في جنوب المدينة.
وبحسب مصادر صحفية فإن قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية قامت بقطع الطريق الساحلي في منطقة التحيتا على بعد نحو 100 كلم جنوب مدينة الحديدة بعدما هاجموا موقعا تابعا للقوات المهاجمة.
وفي 17 حزيران/يونيو، شهد مطار الحديدة قصفا متبادلا واشتباكات متقطعة بعد أيام من المعارك فيما واصل الطيران السعودي غاراته على المدينة.
وفي العاصمة صنعاء، التقى رئيس وزراء حكومة الانقاذ الوطني عبد العزيز بن حبتور مبعوث الامم المتحدة الى اليمن مارتن غريفيث مؤكدا ان السلام "لن يكون على حساب دماء الشهداء والجرحى والتضحيات الكبيرة".
وفي 18 حزيران/يونيو ، أعلنت الامارات، الشريك الرئيسي في التحالف السعودي ان الهجوم باتجاه ميناء الحديدة لن يتوقف الا اذا انسحب المقاتلون اليمنيون من المدينة من دون شروط.
كما أعرب غريفيث خلال اجتماع لمجلس الامن الدولي يوم الإثنين الماضي، عن أمله في أن تستأنف في تموز/يوليو المقبل مفاوضات السلام بين اطراف النزاع.
وقال مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية، مارك لوكوك، أمام مجلس الامن ان "التبعات الانسانية للمعارك في الحديدة لا تزال محدودة فالمعركة الكبرى لم تبدأ بعد"، وتركت قرابة "5200 عائلة" منازلها في محافظة الحديدة منذ الاول من حزيران/يونيو الماضي بحسب الامم المتحدة.
وفي 19 حزيران/يونيو، زعمت القوات المهاجمة انها دخلت الى مطار الحديدة بمساندة قوى التحالف السعودي الذي يشن غارات مكثفة على المدينة، إلا ان مصادر عسكرية يمنية نفت ذلك.
ويتكبد التحالف خسائر فادحة في الارواح والعتاد في معركة الساحل الغربي ضد الجيش واللجان الشعبية، كما اخفق في تحقيق تقدم ميداني في معركة مطار وميناء الحديدة، فقد دمر سلاح الجو المسير اليمني 15 آلية عسكرية وتفحم عشرات الجثث لعناصر التحالف وقياداته في عملية نوعية، مساء الثلاثاء، بالساحل الغربي.
وبحسب مصادر عسكرية فإن العمليات النوعية مستمرة بحسب التكتيك والاستراتيجية العسكرية المعتمدة من قيادة الجيش واللجان الشعبية ووفق الاحتياج لكل عملية وبالسلاح المناسب مع ما ينفذه المقاتلون اليمنيون من أعمال ميدانية ضد قوى التحالف، التي تمثل ملحمة من ملاحم دفاع الشعوب عن أرضها وسيادتها وحريتها وكرامتها.