في تقديري أن القراءة السعودية الجديدة للأزمة السورية جاءت بالنظر لثلاثة مستويات طرأت عليها الكثير من المتغيرات في الأزمة الأخيرة؛
المستوى الأول: هو ميزان القوة على الأرض، الذي بات واضحاً أنه يميل أكثر لصالح الحكومة السورية، خاصة بعد أن أحكمت سيطرتها على الغوطة الشرقية بنسبة100% وهي التي تعد معقل المسلحين وتتمتع بموقع استراتيجي وعسكري مهم بالنظر لمساحتها وكثافة سكانها وقربها من العاصمة السورية دمشق.
أما المستوى الثاني هو التغيير الذي طرأ على مواقف بعض الدول الداعمة للمعارضة السورية المسلحة ومنها تركيا، فالمتابع للأداء التركي في الأراضي السورية نجد أنه تحوّل بنسبة كبيرة على ما كان عليه في بداية الأزمة؛ فالأولويات التركية شهدت الكثير من المتغيرات، فلم يعد دعم المعارضة السورية من ضمنها بقدر ما أصبحت الحرب على الأكراد هي الهدف الرئيسي، وأيضاً أصبحت تركيا من داعم رئيسي للمعارضة السورية إلى ضامن لوقف إطلاق النار، وهو ما يكشف عن جوهر التغيير في الأولويات التركية.
أما المستوى الثالث، هو أداء المجموعات المسلحة؛ فالمتابع لأدائها يجد أن مرحلة دخول القوات التركية إلى عفرين حملت تغييرات كثيرة طرأت على أداء المجموعات المسلحة الذي تحوّلت بعض فصائلها إلى مساندة القوات التركية، وهو ما يعني حصول تغييرات في أولويات بعض فصائل المجموعات المسلحة من المواجهة مع الحكومة السورية إلى المواجهة مع الأكراد، وهذه الخطوة تكشف عن أن بعض فصائل المجموعات المسلحة تحوّلت إلى قوات تخدم الأطماع التركية.
القراءة السعودية الجديدة للواقع الحاصل في ملف الأزمة السورية بعد التغييرات التي طرأت عليه، ربما تشكل أرضية خصبة لمرحلة جديدة من التفاهمات السعودية-الروسية، التي تشهد فيها العلاقة بين البلدين الكثير من التطورات، بجانب تطابق الكثير من الأهداف فيما يخص ملف سوريا، مثل مكافحة الإرهاب ووحدة سوريا والحفاظ على مؤسسات الدولة السورية ودعم الحل السياسي.
المصدر: شام تايمز
105