وكان المشتبه قد غادر مطلع الشهر الحالي ألمانيا مع عائلته جواً من دوسلدورف إلى إسطنبول، ومنها إلى كردستان العراق، قبل صدور مذكرة اعتقال بحقه، كونه أحد المشتبه بهم في القضية.
وكان علي قد اعترف بارتكابه جريمة القتل، لكنه نفى اغتصاب الضحية (14 عاماً)، بحسب ما ذكرت الشرطة والنيابة العامة، مدعياً أنه قتلها خوفاً من اتصالها بالشرطة، بعد أن أصيبت بجراح في وجهها جراء سقوطها, الأمر الذي رفضته عائلته، فقد قالت أمه لـ “عربي بوست” أنه ليس القاتل، بل صديقه التركي الذي فر هربا إلى تركيا بعد ارتكابه الجريمة بحسب قولها.
تقول “علي وسوزانا والشاب التركي (الذي) لا أعرف اسمه أصدقاء خرجوا أكثر من مرة في مدينة فيسبادن الألمانية، حسب ما تحدث عنه ابني، مستدركة “علي أخطأ في شيء ما لكن ليس هو القاتل، على السلطات الألمانية اعتقال اللاجئ التركي المشتبه به، والتحقيق معه لمعرفة ملابسات الجريمة”.
تشير السيدة بذلك إلى طالب لجوء تركي الجنسية (35 عاماً)، كانت الشرطة قد أعلنته مشتبهاً به أيضاً في الجريمة في البداية، قبل أن تطلق الشرطة سراحه بعد أن أثبتت عدم إدانته.
أوضحت والدة المشتبه به “مرض زوجي بشار والد علي هو ما دفعني إلى العودة إلى العراق، لا أعرف شيئاً عن الجريمة، ما تناقلته وسائل الإعلام عن سبب عودتنا إلى العراق غير صحيح”.
وعلى الرغم من رفضه وجود محامي دفاع عنه خلال الاستجواب، فقد أجبر على تعيين محامي دفاع عنه، وفقاً للقانون الألماني الذي يُلزم بتعيين محامي دفاع للمشتبه، بعد أن صدر أمر بوضعه قيد الاحتجاز الاحترازي في مدينة فرانكفورت بولاية هيسن.
وعلى خلاف ما ذُكر سابقاً بأن عمره 20 عاماً، كشفت النيابة في فيسبادن أمس، أن بيانات منحتها القنصلية العراقية في فرانكفورت للسلطات الألمانية أظهرت أن عمر المشتبه “علي” كان قد أصبح 21عاماً وقت حصول الجريمة، لذا لن يعتبر شاباً في مقتبل العمر، بل بالغاً، ما يعني أن عقوبة أشد ستنتظره في حال إدانته، وفق قانون العقوبات الخاص بالبالغين.
وقد يكون قد حصل الاختلاف في العمر فيما يبدو عن طريق الخطأ، حسبما تتكهن النيابة، إذ إن تاريخ ميلاده هو 11-3- 1997، فيما أصبح 3-11-1997 في الوثائق الألمانية.
يذكر أن “علي” كان قد وصل خريف العام 2015 لألمانيا، ورُفض طلب لجوئه في ديسمبر/كانون الأول 2016، ولم يتم ترحيله لتقديمه طعناً في القرار لم يتم البت فيه حتى الآن.
وذكرت الشرطة والنيابة أنه أصبح موضع تحقيق في عدد من القضايا الجنائية، منذ شهر فبراير/شباط الماضي، لكن لم تكن لديهم دلائل كافية لوضعه في السجن الاحترازي على ذمة إحدى القضايا. وذكرت الجهتان المذكورتان أنه قبل فترة قصيرة من اختفاء الفتاة الضحية، تم التخطيط لتفتيش مكان إقامته في مأوى اللاجئين مطلع الشهر الحالي، ضمن سياق التحقيق في اتهامه بسطو خطير، حيث لم يكن لديها علم حينها بالاشتباه به في جريمة مقتل الفتاة سوزانا بعد.
رسالة خادعة وصلت لصديقة الضحية
ونقلت قناة “برو زيبن” الخاصة، عن فتاة قالت إنها كانت صديقة الضحية قولها إن سوزانا تعرَّفت على المشتبه به علي عن طريق شقيقه الأصغر، مشيرة إلى أن الأمور كانت طبيعية، لكن باتوا يتعاطون المخدرات، بشكل يومي تقريباً.
تقول القناة إن الضحية سوزانا أغرمت بشقيق المشتبه به، بحسب أصدقائها، فباتت تتغيب عن المدرسة وتتعاطى أيضاً المخدرات.
وتحدثت المحطة عن حصول محاولة خداع، وهو أن أصدقاء وصديقات الضحية تلقوا بعد اختفائها، (أي موتها)، رسالة منها. تقول الفتاة المذكورة آنفاً إنه كان قد كُتب على وضعية حساب الضحية على أحد حساباتها الهاتفية “نحو باريس الآن”، فكتبت لها “لماذا نحو باريس؟ ما الذي حصل؟” فجاء الرد: “أنا الآن مع صديقي وداعاً”، ثم شاهدت القصة “ستوري” على حسابها، وكان قد كُتب فيه أنها تتعاطى المخدرات مع صديق. الفتاة تؤكد أن هذه الرسالة لم تكن من سوزانا، لأنها تكتب على نحو مغاير ولا تقول “وداعاً”، وحسب.