ولما سئل الرئيس السوري في مقابلة اجريت معه امس: هل شعرت أو تعبت في لحظة ما؟ هل شعرت بتردد في لحظة ما؟ في ظل كل ما اتخذته من قرارات؟ ألم تفكر، ولو للحظة، بأن تغادر، ألم تقل لنفسك لأحافظ على عائلتي وعلى أسرتي وأستقيل، كما فعل البعض خلال فترة زمنية معينة؟
فرد الأسد قائلا: "يمكن أن يطرح هذا السؤال بصيغة شخصية، عندما تكون هناك حالة شخصية تواجهك كشخص، ربما أيأس بعد أشهر وأشعر بالملل أو التعب، أو أريد أن أنتقل لحالة أخرى أو أستسلم، هذا ممكن".
وأضاف: "لكن الحالة التي تطرحها هي ليست حالة شخصية، هي حالة وطنية، تخيل نفسك بأنك في ظرف آخر، ربما في حالة بناء، بأنك تبني هذا البناء لوحدك فتشعر بالتعب، ولكن عندما ترى الكثير من الناس يساعدونك في هذا البناء ولديهم نفس التصميم تنسى التعب".
وتابع الأسد قائلا: "نحن الآن في حالة وطنية، نحن نتحدث عن ملايين السوريين، عندما ترى بأن هناك قذيفة سقطت وهناك ضحايا في أي مكان في سوريا، تشعر بالإحباط، ولكن عندما ترى بعد ساعة بأن الحياة عادت إلى نفس المنطقة، يتغير الوضع النفسي بالنسبة لديك، عندما ترى بأن عامل الكهرباء وعامل النفط والمدرس والموظف إلى جانب المقاتل يتحرك بلا يأس وبلا تعب، فكيف تتعب؟ هنا الحالة جماعية لا تتعلق بي أنا كشخص، تتعلق بحالتنا الإنسانية عندما نكون مع بعضنا كمجتمع، كيف نعيش؟ هذا ما يحدد تعبك من عدمه، لو كان المجتمع السوري سيصل إلى هذه المرحلة من اليأس والاستسلام، بكل تأكيد سأكون معه، سأستسلم لن يكون لدي مقومات للصمود، هذا بديهي".
المصدر: سانا
102/23