وأوضحت المجلة أن الدوحة منذ أزمة سحب السفراء في العام 2014، يبدو أنها بدأت تستعد لما هو أكبر، حيث وضعت خطط طوارئ، كما أنها عجَّلت من خططها الأخرى التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد، وقامت أيضاً بعقد شراكات دولية أسهمت كثيراً في التصدي للصدمات الخارجية.
وتؤكد المجلة: “رغم أن الحصار ما زال قائماً، فإن قطر أثبتت أنها أكثر مرونة في التعامل مع مثل هذه الأزمة”.
واشارت الى أن أكثر أوجه الأزمة الخليجية تأثيراً هو قطع العلاقات الاجتماعية بين أبناء الخليج (الفارسي)، الذين تربطهم روابط أسرية تمتد لمئات السنين، حيث أدى الحصار إلى منع تزاور تلك العائلات، وهو ما تسبب بصدمة كبيرة لها.
وتقول المجلة إن الأمر الآخر الذي راهنت عليه السعودية وحلفاؤها هو الإمدادات الغذائية التي تصل إلى الدوحة عبر منفذ أبو سمره البري، وهو المنفذ الوحيد لقطر، أو عبر الموانئ التي تربطها بالإمارات، حيث إن قطر تستورد نحو 80% من موادها الأساسية عبر هذه المنافذ، التي تم اغلاقها.
إلا أن الدوحة سريعاً ما استجابت لهذا التحدي من خلال فتح منافذ بحرية مع سلطنة عُمان والكويت وأخرى مع باكستان والهند، فضلاً عن الشحن الجوي الذي أسهمت فيه الخطوط الجوية القطرية بشكل كبير، قبل أن تبدأ مشاريع الاستدامة والاعتماد على الذات، لتحقق الكثير ممَّا تحتاجه قطر من هذه المواد بعد مرور عام واحد.
الأزمة التي اندلعت في 5 يونيو عام 2017 تسببت أيضاً في إغلاق الأجواء بوجه الطيران القطري، الذي اضطر إلى إيجاد أجواء بديلة، كما أنه تسبب في تهديد كيان مجلس التعاون، الذي يواجه أكبر أزمة منذ تأسيسه قبل نحو أربعة عقود.
وكانت السعودية والإمارات ومصر والبحرين قد قررت مجتمعة قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية مع قطر، قبل عام، وطردت المواطنين القطريين، كما طلبت من رعاياها مغادرة قطر، في حين قامت وسائل الإعلام التابعة لتلك الدول بشن حملة إساءة وتشويه ضد قطر، لم يسبق لها مثيل، فضلاً عن حملة علاقات عامة كبيرة قادتها الإمارات للتأثير في الرأي العام الأمريكي والغربي وتأليبه ضد قطر.
والآن وبعد عام على بدء تلك الأزمة يبدو أن قطر قد امتصت الصدمة، وبدأت تحركات واسعة من أجل تنويع اقتصادها وتوسعة مشاريع البنية التحتية الداخلية، وخاصة تلك المتعقلة بمونديال 2022.
المصدر: وطن يغرد
24-105