موائد إيرانية ممدودة...ومساعدات لغزة موصولة

الثلاثاء 12 يونيو 2018 - 15:04 بتوقيت مكة
موائد إيرانية ممدودة...ومساعدات لغزة موصولة

تتوزع موائد الإفطار الرمضانية الإيرانية في كل أنحاء القطاع، وتكاد تصل إلى كل بيتٍ، حيث أعلن منظمو الحملة عن خطتهم لإيصال الوجبات إلى أكثر من ربع مليون فلسطيني...

د. مصطفى يوسف اللداوي

تكاد لا تخلو شوارع قطاع غزة من الموائد الرمضانية التي تقدمها الجمهورية الإسلامية في إيران، باسم لجنة إمداد الإمام الخميني تارةً، وباسم الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة تارةً أخرى، دعماً لأهل غزة، وتمكيناً لهم في محنتهم، ومساهمةً معهم في مسيرتهم الوطنية الكبرى، فقد انتشرت السرادقات العامة والخيام الكبيرة والمطابخ المحلية، التي تقدم فيها وجبات الطعام لعشرات آلاف الفلسطينيين من سكان القطاع، الذين يعانون من ويلات الحصار وقسوة الظروف، وتجوب حاملةً اسمهم وشعارهم، وعبارات التأييد للفلسطينيين، عشراتُ الشاحنات الكبيرة التي تحمل المؤن والمساعدات وتوزعها على المحتاجين والمعوزين، الذين أضنتهم ظروف القطاع القاسية وأحواله السيئة، ومعاناة أهله التي لا تنقطع.

تتوزع موائد الإفطار الرمضانية الإيرانية في كل أنحاء القطاع، وتكاد تصل إلى كل بيتٍ، حيث أعلن منظمو الحملة عن خطتهم لإيصال الوجبات إلى أكثر من ربع مليون فلسطيني من سكان غزة، وهي وجباتٌ كريمةٌ سخيةٌ، فيها ما يكفي الصائمين، ويسد حاجة الجائعين، ويرضى نفوس المتعففين، الذين لا يُردون عن الموائد، ولا يُطردون من أمام المراكز، ولا يمنعون من حاجتهم، ولا يهانون في وقوفهم، ولا ينهرون بسؤالهم.

مبالغٌ كبيرةٌ رصدها الإيرانيون لمساعدة قطاع غزة خلال أيام مسيرة العودة الوطنية الكبرى، قبل أن تنصب الموائد وتفتح البيوت وتقام السرادقات لوجبات الإفطار في شهر رمضان الفضيل، فكانت الموائد الكريمة تُمَدُ على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة، للصامدين على الحدود، وللمرابطين على الثغور، وللمقاتلين في المواقع، والمقاومين في المعسكرات والمراكز، ولولا ظروف الحصار القاسية، والبعد الجغرافي الفاصل، لكان حضورهم أكبر، ومساهمتهم أوسع، وأثرهم أبلغ، وعطاؤهم أشمل.

لا تقتصر المساعدات الإيرانية اليومية خلال شهر رمضان المبارك على وجبات الإفطار اليومية، ولا على السلة الغذائية الغنية، بل اتسعت لتشمل تقديم مساعداتٍ ماديةٍ للمحتاجين، ومساهمةً مالية للمعوزين والمدينين، وتعهدٍ بعلاج الجرحى والمرضى والمصابين، والتزاماً بالوفاء للفلسطينيين استجابةً للتكليف الديني والأخلاقي، وإيماناً منهم بالواجب الملقى على عاتقهم كمسلمين تجاه إخوانهم دون منةٍ منهم أو أذى لهم، حيث يشعر الإيرانيون بالفخر لما يقدمون، والشرف بما يساهمون، والسعادة فيما يعطون، ويتطلعون للمزيد ويتمنون الأكثر، ولا ينتظرون جراء ما يقدمون شكراً أو تقديراً، ولا يشترطون لما يقدمون اعترافاً وإقراراً، أو إعلاناً وبياناً، إنما قصدهم المؤازرة، ونيتهم المناصرة، وغايتهم نصرة الحق وتمكين الفلسطينيين.

لم ينس الإيرانيون من مكرمتهم الرمضانية أسر الأسرى والمعتقلين، ولا عائلات الجرحى والمصابين، ولا أهل الشهداء المكرمين، ولا أصحاب البيوت المدمرة والمساكن المهدمة، بل أغدقوا على الجميع حباً وأعطوهم وفاءً، وتكاد لا تنقطع توصيات القائمين على موائد الرحمن وحملات الدعم والإمداد الإيرانية، بوجوب إكرام عائلات الشهداء والأسرى والمعتقلين، والتواضع أمامهم، والانحناء أمام تضحياتهم، والإسراع بتلبية حاجاتهم، حرصاً على كرامتهم، وصوناً لتعففهم، فهم الذين تفخر بهم الأمة وتزهو، وبتضحياتهم تكبر وتسمو، وبدمائهم الزكية تنتصر، فالدم دوماً أقوى من السيف، وهو الذي يعبد الطريق إلى النصر الكبير والمستقبل الكريم.

ليست هذه هي المرة الأولى التي يهب فيها الإيرانيون نصرةً لغزةً، بل هذه هي طبيعتهم وعادتهم، وهي سيرتهم معنا منذ عقودٍ لم تنقطع ولم تتغير، تعاهد عليها قادتُهم، وورثها عن مفجر ثورتهم أئمتُهم، والتزمت بها حكوماتُهم ومرجعياتُهم، وتنافست في تقديم الخدمات مؤسساتُهم، وتسابقت في الوصول إلى ذوي الحاجات الملحة، وأصحاب الحقوق من أهل الفضل والمكانة.

المصدر: مشرق نيوز

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الثلاثاء 12 يونيو 2018 - 15:00 بتوقيت مكة