في منطقة الرميلة التي تضم أحد أضخم الحقول النفطية في العالم انشأت شركة صينية مخيماً لعمالها العاملين في الحقل، وأكثر ما يثير الاعجاب تزيين المخيم بحدائق غناء تتحدى الظروف البيئية القاسية في المنطقة الصحراوية، ما جعل البصريين يتداولون صوراً لتلك الحدائق في مواقع التواصل الاجتماعي مع أمنيات بإنشاء حدائق مثلها في المؤسسات والدوائر الحكومية.
وقال الكاتب الصحفي ريسان الفهد إن "ما قامت به الشركة الصينية في حقل الرميلة النفطي من انشاء حدائق جميلة في موقع اقامة عمالها يعد تحدياً للبيئة الصحراوية القاسية التي تتميز بها تلك المنطقة"، مبيناً أن "المبادرة سلطت الأضواء بشكل غير مباشر على تقاعس الإدارات الحكومية عن الاهتمام بتشجير وتزيين حدائق الدوائر والمؤسسات الحكومية في محافظة البصرة".
ولفت الفهد الى أن "الأشجار والنباتات يجب أن تحل محل النفايات في حدائق المدارس ومختلف الدوائر الحكومية"، مضيفاً أن "الحكومة المحلية بإمكانها التشجيع على تجميل الحدائق المنزلية بالأشجار والنباتات من خلال مبادارات تحفيزية تشمل تنظيم مسابقات لأجمل الحدائق ومكافئة أصحابها بهدايا رمزية".
من جانبه، قال نقيب المهندسين الزراعيين في البصرة علاء البدران إن "الحدائق تم انشاؤها في مخيم إقامة العمال الصينيين وفق خطة عمل متكاملة تولى تنفيذها مهندسون زراعيون عراقيون"، موضحاً أن "نجاح المشروع يرتبط بشكل مباشر باستخدام مياه عذبة في السقي، فضلاً عن زراعة أنواع من النباتات مقاومة للحرارة والجفاف والملوحة".
وأشار البدران الى أن "هكذا أعمال زراعية تعد نادرة في المؤسسات الحكومية والشوارع والجزرات الوسطية في مختلف مناطق البصرة لأسباب من أبرزها أن غالبية القائمين بأعمال الزراعة في مديرية البلدية غير مدربين".
يذكر أن البصرة تشتهر منذ مئات السنين بالزراعة، حيث تكثر حقول بعض محاصيل الحبوب في مناطقها الشمالية المتاخمة للأهوار، وفي مناطقها الغربية ذات البيئة الصحراوية توجد الآلاف من مزارع الطماطم، فيما تنتشر بساتين النخيل في أقضية أبي الخصيب وشط العرب والفاو، وخلال الأعوام الماضية تضرر الواقع الزراعي في المحافظة بشدة من جراء ملوحة مياه شط العرب والزيادة المضطردة في درجات الحرارة.
المصدر: السومرية نيوز
102/23