وذكر موقع "عربي بوست" في تقرير له، نشر اول أمس الأحد، 10 حزيران 2018، انه التقى مع والدة الشاب المتهم "علي بشار"، والتي أكد ان "ابنها بريء من التهم المنسوبة إليه، وأن ما يلاقيه من اتهامات لا أساس لها من الصحة"، وأضافت ان "صديقه اللاجئ التركي قد يكون هو من قتل الفتاة الألمانية "، مشيرة إلى ان ابنها لا يذكر شيئاً عن الحادثة بسبب الحبوب المخدرة التي كان يتعاطاها.
وتابعت بالقول إن علي وسوزانا والشاب التركي (الذي) لا أعرف اسمه أصدقاء خرجوا أكثر من مرة في مدينة فيسبادن الألمانية، حسب ما تحدث عنه ابني، مستدركة "علي أخطأ في شيء ما لكن ليس هو القاتل، على السلطات الألمانية اعتقال اللاجئ التركي المشتبه به، والتحقيق معه لمعرفة ملابسات الجريمة".
وكانت الشرطة قد أعلنت اللاجىء التركي مشتبهاً به أيضاً في الجريمة في البداية، قبل أن تطلق الشرطة سراحه بعد أن أثبتت عدم إدانته.
وأوضحت والدة علي، ان مرض زوجها والد علي هو ما دفعها للعودة إلى العراق، مؤكدة انها لا تعرف شيئاً عن الجريمة، وان ما تناقلته وسائل الإعلام عن سبب عودتنا إلى العراق "غير صحيح".
وطالبت الأم، السلطات في إقليم كوردستان والحكومة العراقية إلى إعادة ابنها المشتبه به بقتل الفتاة الألمانية ومحاكمته في العراق وفق القانون العراقي.
وأشار تقرير الموقع إلى انه رغم نفي والدة المشتبه به التهمة عن ابنها، لكنها قدمت في مقابلة مع تلفزيون "دويتشه فيله" اعتذارا لأسرة الضحية وعبّرت عن أسفها عما جرى.
وفيما يتعلق بكيفية وصول الشاب إلى ألمانيا، أفاد التقرير بأن علي وصل في شهر تشرين الأول العام 2015، عبر تركيا واليونان، وأقام في مركز استقبال أولي في مدينة غيسن بولاية هيسن لفترة، قبل أن ينتقل للعيش في مأوى للاجئين بمدينة فيسبادن، رفقة والديه و5 من أشقائه وشقيقاته، وقد شوهدت الضحية سوزانا في المأوى مراراً لأنها كانت تعرف شقيق المشتبه به علي.
وقدم علي في شهر أيلول 2016 طلبا للحصول على ما يُسمى "الحماية الفرعية"، معبراً عن خشيته من الموت أو التعذيب، خلال جلسة الاستماع في الشهر التالي، زعم أنه مهدد في موطنه العراق من حزب العمال الكوردستاني، وبعد أن رفض طلب لجوئه، في شهر كانون الأول 2016، قام بالطعن في القرار أمام المحكمة وبات مقيما بشكل قانوني في البلاد حتى الانتهاء من النظر في القضية.
من جانبه نقل موقع "شبيغل أونلاين" عن 4 طالبي لجوء من المنطقة العربية مقيمين في مدينة فيسبادن (اثنان منهما في نفس المأوى الذي كانت تقيم فيه عائلة علي) قولهم إن المشتبه به في هذه القضية كان يتاجر بالمخدرات، ويبدو متعالياً ويشعر بأنه لا يمكن لأحد المساس به.
وأضافوا أن عائلة علي كانت تقيم في 4 غرف متجاورة في الطابق الأرضي من المأوى، وكان الأب مريضاً جداً، مشلولاً نصفياً، وكانت الأم (زوجته الثانية) ودودة، لكن الاهتمام بالأطفال أثقل كاهلها، فيما أكدوا ان الأولاد و(منهم علي) انحرفوا بشكل متزايد عن جادة الصواب، وباتوا يتاجرون بالمخدرات، وأن علي أكبر الأبناء كان في البداية صامتاً وانعزالياً، يتحدث بالألمانية بشكل سيئ، لا يشارك في أي دورات لغة بعد أن تم رفض طلب لجوئه.
وتابع الشهود ان "علي كان يشتري، من المال الذي كان يجنيه من الاتجار بالمخدرات، ثياباً غالية الثمن من ماركات شهيرة وأحذية رياضية يصل ثمن كل زوج منها إلى أكثر من 100 يورو"، وأردفوا بالقول إن علي قام بمصاحبة فتاة على مدار أشهر، لكنه كان يحادث فتيات صغيرات أخريات في الشارع أيضاً.
وكان قائد شرطة محافظة دهوك، اللواء طارق أحمد، أعلن من جانبه أن علي بشار اعترف بقتل فتاة الألمانية، بعد ساعات من اعتقاله، لكنه أعطى رواية مختلفة للمحققين، مشيرا إلى أن سوزانا كانت صديقته، وقتلها بعدما اندلع بينهما شجار وهددته بالاتصال بالشرطة.
وبين أحمد، أن المشتبه قال "إنه وسوزانا مارسا الجنس وشربا المخدرات، وتملّك علي الخوف عندما قالت سوزانا إنها ستتصل بالشرطة، نظراً لوجود المخدرات ولأنها قاصر، فخنقها بيده".
جدير بالذكر أنه في حال الحكم على الشاب علي بشار، بحسب قانون العقوبات المخصص للقاصرين، وتمت إدانته، فإن أكبر عقوبة تتهدده هي السجن 15 عاماً، أما إن تم اعتباره بالغاً، فالعقوبة القصوى هي السجن المؤبد.
102/23