السيد الجزائري أكد في كلمته على مركزية قضية فلسطين بالنسبة للأمة معتبرا أن إقامة قوى الإستعمار لما وصفه بالكيان الإسرائيلي المسخ جعل من هذه القضية قضية المسلمين الأولى وقضية كل الشرفاء في العالم.
و قال إن المنطقة تحولت بسبب هذا الاحتلال الى "بؤرة للصراع الدامي تسببت بحروب ومواجهات كان قاسمها المشترك فقدان القيادة الواحدة القادرة على ادارة الصراع ضد قوى الشر والعدوان". معتبرا أن قادة الدول العربية والاسلامية وملوكها ورؤساؤها "كانوا عنصرا رئيسا في الهزائم والنكبات والنكسات التي مرت بها هذه القضية والتي ادت الى احتلال الكيان الاسرائيلي مساحات اخرى خارج فلسطين"
ولفت القيادي في كتائب حزب الله إلى أن " العدوان الذي يقوم به جيش الكيان الاسرائيلي على اهلنا في قطاع غزة انما يؤكد مدى الحاجة الملحة لوحدة الشعوب الاسلامية لانقاذ فلسطين من براثن الاحتلال وازالة هذه الغدة السرطانية التي عاثت في المنطقة فسادا".
الجزائري أشار إلى أن "العدو الاسرائيلي ومن يقف معه من قوى الاستكبار العالمي تعمل جاهدة على تفتيت وحدة الصف الاسلامي ومنع توحيد الامة الإسلامية، تلك الوحدة التي اراد الامام الخميني الراحل ان يكون يوم القدس احد مظاهرها وأهدافها"
ودعا الى موقف اسلامي موحد يستجيب لاستغاثات اطفال غزة ونسائها وشيوخها الذي يتعرضون الى القصف اليومي بالاسلحة المحرمة "وهم محاصرون بلا ناصر ولا معين".
ورأى السيد الجزائري أن "هذا العدوان قد فضح جميع المتشدقين والمتاجرين بالقضية الفلسطينية كما فضح الدور الخطير الذي تلعبه بعض الدول العربية والاسلامية بالتواطؤ مع قوى الاستكبار العالمي لتفتيت الامة الاسلامية وقيادة مؤامرة تدمير الدول الفاعلة في ساحة المواجهة ضد الكيان, واستهداف محور المقاومة والممانعة ورموزها لاضعاف الجبهة التي وقفت ضد المخططات الامريكية والاسرائيلية طيلة السنوات الماضية واجهضتها" معتبرا أن هذا ما جرى خلال حرب تموز ضد حزب الله والحرب الدائرة منذ ثلاث سنوات لاسقاط النظام في سوريا.
الجزائري أكد أن القوى التي حافظت على رسالة الامام الخميني في يوم القدس قد أدركت طبيعة هذه المخططات واعدت لها وواجهتها بكل ما اوتيت من قوة واستطاعت ان تجهض حلقاتها الواحدة تلو الأخرى، و استعرض في هذا الإطار "نصر حزب الله على الجيش الاسرائيلي في حرب تموز وهزيمة جيش الاحتلال الامريكي في العراق على يد فصائل المقاومة الاسلامية وعلى راسها كتائب حزب الله".
وربطا بالحرب في سوريا، رأى الجزائري أن مشاركة فصائل المقاومة الإسلامية كان لها الدور الكبير في افشال المراهنة على الخيار العسكري في سوريا "وصارت هزيمة محور الشر الامريكي حقيقة واقعة اضيفت الى سلسلة هزائمها".
و ختم السيد الجزائري كلمته بالتأكيد على تبني جميع الأهداف التي وضعها الامام الخميني قده من خلال إحياء هذا اليوم، وعلى رأسها الوحدة الإسلامية، مطالبا المجتمع الدولي والعربي والإسلامي بالتحرك الجاد "لرفع الظلم عن الشعب الفلسطيني وإيقاف هذا العدوان الغاشم وإدخال المساعدات الإنسانية ومحاكمة العدو الصهيوني وكيانه المسخ امام المحاكم الدولية على جرائم الابادة الجماعية التي يرتكبها بحق المدنيين العزل".
كما حيا الجزائري المقاومة الإسلامية الفلسطينية على مقاومتها الجبارة لآلة القتل الإسرائيلية مؤكدا أن المقاومة العراقية تضع نفسها رهن الإشارة "للتضحية بالغالي والنفيس لصد العدوان الإسرائيلي وذلك إدراكا منها أن إسرائيل هي أساس مآس هذه المنطقة".