وفي كلمة له خلال الإحتفال الذي أقامه حزب الله في مارون الراس جنوب لبنان لمناسبة يوم القدس العالمي، أشار سماحته إلى أن الإمام الخميني اختار هذا اليوم ليكون مناسبة تتضامن فيها كل شعوب العالم وهذا الأمر عاد وأكده بعد رحيل الإمام الخميني، سماحة الإمام القائد (السيد علي الخامنئي) بقوة عندما وجّه خطابه باللغة العربية إلى الشباب العربي وطالبهم بأن يشاركوا في تحمل المسؤولية تجاه هذه القضية المقدسة.
ولفت السيد نصر الله إلى أن اختار مارون الراس لاحياء يوم القدس هذا العام مردّه رمزيتين هما القرب من فلسطين وروح التحدي.
ورأى سماحته أن مناسبة يوم القدس العالمي تزداد حضوراً وعنفواناً بالرغم من مساعي أعداء القدس لالغاء هذا اليوم ومحاصرته، مشيراً إلى أن الحضور الشعبي الكبير في هذه المناسبة يؤكد اليوم بأنها حيّة بقوّة في ضمائر شعوب العالم.
ونبّه السيد نصر الله من أن القدس اليوم أمام تحديات ثلاثة أولها معركة ألا تعترف دول العالم وألا يستسلموا للقرار الأميركي، فالمطلوب من الدول العربية والإسلامية ألا تنساق إلى الاعتراف بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل".
وأوضح أن التحديين الثاني والثالث يتعلّقان بالديموغرافيا وتغيير الهوية السكانية للمدينة المقدسة، وبمسألة المقدسات في مدينة القدس وبالأخص بيت المقدس والمسجد الأقصى وكل ما هو موجود داخل الحرم القدسي، منوّهاً إلى أن بقاء الفلسطينيين من المسلمين والمسيحيين في المدينة يمنع تغيير هويتها فهم حراس المدينة المقدّسة وهذا أعظم الجهاد الذي يمكن أن يمارسه المقدسيون.
وشدّد السيد نصرالله على وجوب أن يعمد بقية المسلمين في العالم لمساعدة المقدسيين بالمال لكي يصمدوا في المدينة، منتقداً قيام بعض الأثرياء العرب ودول الخليج (الفارسي) من الخونة بشراء بيوت المقدسيين خصوصاً عند أسوار الحرم تحت عنوان أنهم عرب ودفعهم أموالاً طائلة وصلت إلى حدّ 20 مليون دولار، وبيعهم هذه العقارات للصهاينة.
السيد نصرالله: السعودية مسؤولة عن التنظير للهزيمة أمام الكيان "الاسرائيلي"
وحذّر سماحته من أن هناك تحدياً جديداً ايضاً في مواجهة قضية القدس وفلسطين لم نشهده في العالم العربي وبعض دول الخليج (الفارسي) منذ 70 عاماً وهو تقديم تنظير ديني وعقائدي وفلسفي وتاريخي للهزيمة أمام الكيان "الاسرائيلي" وهذا التنظير مسؤولة عنه السعودية بالدرجة الأولى ومن بعدها إنتشر إلى الإمارات والبحرين، معتبراً أنه من التزييف لمفاهيم الإسلام ومن السخافة القول بأن "للإسرائيليين" حقاً دينياً وتاريخياً في القدس، لافتاً إلى أنه للأسف جاء من يريد أن يحمي عرشه هنا أو هناك من خلال التسليم لأميركا بموضوع فلسطين والقدس.
واعتبر السيد نصرالله أن ما يحصل في القدس اليوم يشبه فتاوى وعاظ السلاطين في قضية قيادة المرأة للسيارة في السعودية، محمّلاً العلماء ووسائل الإعلام وكل صاحب قلم مسؤولية مواجهة الفكر التحريفي لقضية القدس.
وقال سماحته "إنهم يراهنون على إنقلاب الأولويات لدى أجيالنا وهنا تكمن معركتنا لتحصين البيئة الإستراتيجية للمقاومة"، فالغالبية الساحقة من عشرات الآلاف التي تتوجه إلى السياج الحدودي هم من الشباب وهذا مؤشر إيجابي".
السيد نصرالله: كل بلد عربي يقع تحت سياط المحور الأميركي -"الإسرائيلي"- السعودي ممنوع أن يتنفس بأي شيء يتعلّق بفلسطين.
وبيّن سماحته أن صمود الشعب الفلسطيني هو نقطة قوة في معركتنا لأنه أساسي في إفشال مشروع "صفقة القرن"، مشيراً إلى أن كل المؤشرات تدل على أن الشعب الفلسطيني يزداد تمسكاً بحقه وهو لن يتنازل عن القضية الفلسطينية ولا عن القدس وحق العودة.وأبرز سماحته تعاظم حركة التضامن مع الفلسطينيين خارج العالم العربي على عكس العالم العربي، فكل بلد عربي يقع تحت سياط المحور الأميركي -"الإسرائيلي"- السعودي ممنوع أن يتنفس شعبه بأي شيء يتعلّق بفلسطين.
وتوجه سماحة السيد نصرالله الى الشعب اليمني قائلاً عندما نتطلع على صنعاء العاصمة الوحيدة التي تخرج بها مظاهرة ضخمة جداً للتضامن مع فلسطين بالرغم من الجوع والمرض والقصف فيعبر هذا عن الايمان الحقيقي، واشار الى ان تظاهرات اليمن نصرة للقدس تستدعي السؤال عن الحق والباطل في العدوان المستمر في اليمن، سائلاً الا يدعو هذا العمل من قبل أهل اليمن أن يعيد البعض النظر فيما يحصل بحق الشعب اليمني، موضحاً انه عندما يخونك العرب ويمزق أولادك العرب تخرج صنعاء والحديدة لتقول من هم العرب الحقيقيين، واكد ان محور المقاومة اليوم قوي أولاً في أجياله من فلسطين إلى اليمن.
السيد نصرالله: في البحرين تجد الشعب الذي يقمع وتسحب جنسياته يقوم بالتضامن مع فلسطين أما سلطة البحرين فتذهب للتطبيع مع الكيان "الاسرائيلي"
وعن تضامن الشعب البحريني مع فلسطين والقدس قال "في البحرين تجد الشعب الذي يقمع وتسحب جنسياته يقوم بالتضامن مع فلسطين أما سلطة البحرين فتذهب للتطبيع مع الكيان "الاسرائيلي" ولفت الى اننا اليوم نحن نتحدث عن محور المقاومة القوي في أجياله وهذه الأجيال لا تراهن على أن تسكت أو تتخلى أو تنسحب من المعركة.
السيد نصرالله: من الطبيعي أن كل من يعادي إيران أن يجد نفسه قريباً من ’’اسرائيل’’
وعن الجمهورية الاسلامية الايرانية قال السيد نصر الله "ما كانت ايران لتواجه كل العداء الأميركي والاسرائيلي والخليجي لو سلمت للمؤامرة ضد فلسطين ولو قال الإمام الخميني أن لا شأن لنا بفلسطين"، واوضح انه من الطبيعي أن كل من يعادي إيران أن يجد نفسه قريباً من ’’اسرائيل’’ وهذا اصبح واقعاً، ولفت الى ان الذين يراهنون على اسقاط النظام الاسلامي في ايران أقول لهم أن رهاناتهم سراب، مؤكداً ان ايران هذه برغم كل الحصار تزداد قوة في داخلها وفي المنطقة.
السيد نصرالله: في العراق هناك مسيرات عسكرية في بغداد بمناسبة يوم القدس العالمي
وعن مسيرات القدس في العراق قال الامين العام لحزب الله في العراق هناك مسيرات عسكرية في بغداد بمناسبة يوم القدس العالمي من الذين ألحقوا الهزيمة بـ"داعش"، واضاف ان موقف المرجعية الدينية في العراق معروف من القضية الفلسطينية منذ 1948 من السيد محسن الحكيم إلى السيد الخوئي إلى المراجع الحاليين،
وعن نصرة سوريا للقدس والقضية الفلسطينية قال السيد نصرالله اليوم في سوريا المساحة الأكبر أصبحت امنة ومن الواضح أن محور العدو يبحث عن تحقيق بعض المكاسب، واضاف ان اسرائيل كانت تراهن على سقوط الرئيس الأسد وترى في المسلحين مصلحة لها، وتابع اليوم الصهيوني يحول هدفه في سوريا ويقول أن المعركة في سوريا باتت إخراج إيران وحزب الله من سوريا، مؤكداً انهم هم من يركب امال وافراح على اخراج ايران وحزب الله في سوريا ويريدون التفاوض مع روسيا على ذلك.
السيد نصرالله: لو أجتمع العالم كله على أن يخرجنا من سوريا لن يستطيع أن يخرجنا
وأوضح سماحته انه عندما ذهبنا إلى سوريا ذهبنا نتيجة فهمنا بأن ما يجري في سوريا مؤامرة كبرى يستهدف كيان سوريا ومحور المقاومة وكذلك ذهبنا بطلب من القيادة السورية ولم يكن لنا مشروع خاص، وأكد انه ليس لحزب الله مشروع خاص في سوريا على الاطلاق ونحن موجودون حيث يجب أن نكون موجودين وحيث طلبت منا القيادة السورية أن نتواجد بحسب تطورات الميدان.
وفي هذا السياق قال سماحته نحن تواجدنا بحجمنا وبمساهمتنا في الانتصار السوري الكبير على المؤامرة وعندما ترى القيادة السورية أن لا يكون حزب الله موجود في سوريا فسنكون شاكرين، مؤكداً انه لو أجتمع العالم كله على أن يخرجنا من سوريا لن يستطيع أن يخرجنا من سوريا واوضح انه هناك طريقة واحدة ان تطلب القيادة السورية ذلك.
هذا وقال الامين العام لحزب الله أننا نؤمن إيماناً قاطعاً جازماً بأن القدس وفلسطين قضية محقة، وتابع كما نؤمن بموقع إيماني وعقائدي وتاريخي أن هذه القدس ستعود لأهلها وأن فلسطين ستتحرر.
السيد نصرالله: يوم الحرب الكبرى قادم وهو اليوم الذي سوف نصلي فيه في القدس
وختم الامين العام لحزب الله كلمته متوجهاً الى الصهاينة بالقول اننا لا نريد أن نقتل أو ندمر أو نرمي أحد في البحر بل نقول لكم عودوا إلى البلدان التي أتيتم منها وإذا اصريتم على الاحتلال فإن يوم الحرب الكبرى هو يوم قادم سنصلي فيه جميعاً في القدس.