واستهجنت الكويت، الأربعاء الماضي، التقارير الذي تحدثت عن "عدم ارتياح" الولايات المتحدة لموقفها حيال بعض القضايا في مجلس الأمن الدولي خاصة بعد مشروع قرارها حول حماية دولية للشعب الفلسطيني؛ مؤكدة عمق العلاقة والتنسيق بين البلدين.
ونقلت وكالة الأنباء الكويتية، عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية، تأكيده "عمق العلاقات المشتركة مع الولايات المتحدة ومدى التنسيق الجاري بين البلدين، باعتبارهما ضمن تحالف استراتيجي، ويربطهما شراكة استراتيجية على كافة المستويات".
وقال المصدر المسؤول: إن "ما أشارت إليه إحدى الصحف الكويتية من عبارات توحي بعدم ارتياح الإدارة الأمريكية لموقف الكويت في مجلس الأمن حيال بعض القضايا المطروحة على المجلس، لا يعبر عن طبيعة وعمق العلاقات الكويتية الأمريكية، فضلا عن التشاور القائم بينهما في إطار مجلس الأمن".
وكانت الولايات المتحدة، استخدمت، في الثاني من الشهر الجاري، حق النقض (الفيتو) لإجهاض مشروع قرار تقدمت به الكويت لتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني.
وحظي مشروع القرار الكويتي بتأييد عشر دول بينها، روسيا والصين وفرنسا، بينما امتنعت بريطانيا وإثيوبيا وهولندا وبولندا عن التصويت.
وكانت صحيفة "الراي"، نقلت عن مصدر أمريكي مطلع تفاصيل لقاء "قصير جدا وعاصف" جرى قبل أيام بين الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح، سفير الكويت في واشنطن، وجاريد كوشنر صهر الرئيس دونالد ترامب الذي وصفته تقارير إعلامية بأنه ناقل أسرار البيت الأبيض إلى ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان.
وبحسب المصدر، نقل كوشنر خلال اللقاء انزعاج الإدارة الأمريكية من موقف الكويت في مجلس الأمن تجاه مخارج الحلول للأوضاع المتأزمة في الأراضي الفلسطينية.
وأوضح المصدر أن كوشنر عاتب الشيخ سالم، وقال له إن التصرف الكويتي في مجلس الأمن أحرجه شخصيا أمام مسؤولي الإدارة "وأمام دول صديقة لأمريكا تدعم جهودنا لحل الأزمة، وأنتم تعرفون أنني شخصيا تعهدت لكثيرين بأن الكويت لا تدعم الإرهاب".
وأضاف المصدر أن كوشنر كشف خلال اللقاء أنه كان يعمل والسعودية ومصر على بيان مشترك عربي — أمريكي يتعلق بالأوضاع في غزة، وأنه لم يكن يعلم "أن الكويت خارج الإجماع العربي، مع أنها تدعي أنها تمثل الكتلة العربية في مجلس الأمن (…) أنتم بهذا الفعل دفعتمونا إلى تأجيل هذا الموقف المشترك حتى تتضح لنا الرؤية".
وتحدث كوشنر —حسب المصدر- عن دفاع أمريكا عن موقف الكويت، وردها الدائم على من يحاول تكبير مساهمة جمعيات فيها أو أشخاص بدعم الإرهاب، وأنه شخصيا كان وراء إقناع دول كثيرة بإبقاء الكويت وسيطا في الأزمة الخليجية، رغم أن كثيرين أرادوا أن نصنفها كطرف، وكذلك إعطاء دفع للوساطة الكويتية من قبل الإدارة الأمريكية وهو ما تجلى في مختلف المواقف التي ركزت على تكامل التحركين الأمريكي والكويتي وفي تصريحات ترامب شخصيا.
وخرج كوشنر من اللقاء بعد خمس دقائق، وفق المصدر، قائلا للسفير الكويتي: سأتركك مع شبابي (my guys) حتى تتوصلوا الى بعض الترقيع للأمر (damage control).