"التفاحتان والعلك والنعاع والليمون" وغيرها من انواع المعسلات الاخرى باختلاف نكتها اصبحت، وبحسب متابعين وباءً جديدا اجتاح الشباب العراقي ليشكل كارثة صحية كبيرة.
"معسل" مجهول المصدر
يقول عضو لجنة الصحة النيابية في العراق النائب عبد الهادي موحان السعداوي، إن "المعسل شأنه شأن انواع التبوغ الاخرى لم يمنع استيراده بالمطلق"، لافتا في ذات الوقت إلى أن "هناك بعض الانواع مجهولة المصدر او محتوية على مواد ممنوع تعاطيها قد منعت لذاتها".
"المعسل" .. مزاج بطعم "التهريب" وتراشق الاتهامات
ويؤكد أنه "بالمجمل فقد فرضت ضرائب مضاعفة على استيراد التبوغ بمختلف انواعها ومن بينها المعسل"، مشددا على ضرورة "تنسيق الجهود بين الجمارك ووزارتي الصحة والداخلية للحد من حالات التهريب التي تحصل لمادة المعسل والتي كانت سببا في اغراق السوق المحلية بتلك السموم".
ويؤكد السعداوي على اهمية "وضع قيود اضافية على دخول السجائر والمعسل الاجنبي، اضافة الى قيود رسمية من مجلس الوزراء على دوائر الدولة بمنع التدخين فيها وفرض ضرائب على المدخنين بمبلغ معين لمن يخالف التعليمات".
ويشير الى "اهمية التثقيف الديني والمجتمعي في المناطق للحث على ترك التدخين وخاصة الارجيلة وانتشار المقاهي لما لها من مخاطر على البيئة والصحة"، مبينا أن "نسبة تعاطي الشباب لها وصلت لما نسبته اكثر من 30% وهي نسبة مرتفعة جدا وينبغي ايجاد حلول لها".
المعسلات في الاسواق مهربة
يقول مدير الهيئة كاظم الموسوي إن "الموجود حاليا وما يباع في الاسواق من هذه المادة هي مهربة ولا يمكن ان تمر عبر المنافذ".
ويضيف الموسوي ان "معظم المعسلات الخاصة بالاراجيل والتي يتم ضبطها هي ممنوع استيرادها"، مطالبا بـ"تشكيل لجنة من الجهات المختصة بمنع تداول هذه المادة بالاسواق لانها تضر بالصحة".
تبوغ مستوردة "غير مطابقة" .. رأي حكومي
مدير عام شعبة مكافحة التبوغ في وزارة الصحة عباس جبار صاحب قال، إن "المعسلات التي يتم استيرادها هي تبوغ غير محظور استيرادها، إلا أنها تدخل وهي غير مطابقة للمواصفات العراقية"، مطالبا هيئة الجمارك بـ"التنسيق مع شعبة الرقابة الصحية والتقييس والسيطرة النوعية للحد ومنع دخول اي منتج غير مطابق للمواصفات العراقية".
ويحذر صاحب أن هذه التبوغ والمعسلات "غير المطابقة ستؤثر سلبا على صحة الانسان"، مبينا ان "لدى الجهاز المركزي للتقييس مواصفات خاصة عراقية بجميع المواد الداخلة للعراق ومن بينها التبوغ".
مواطنون عراقيون يشكون ضعف الرقابة وانتشار مقاهي الارجلية
يقول المواطن محمد سالم من اهالي منطقة الكرادة وسط بغداد، ان "انتشار المقاهي في الاونة الاخيرة في الاحياء السكنية والتي تجذب الشباب يعتبر تهديدا صريحا لصحة الساكنين وخاصة الشباب، الذين أصبح ارتيادهم لتلك المحلات أمرا عاديا"، مبينا ان "اغلب هذه المقاهي لا تتوفر فيها شروط السلامة".
وطالب سالم "الجهات المختصة بمنع انتشار هذه المقاهي بهذه الكيفية بالاسواق المحلية وضع ضوابط وتعليمات بمنع الشباب المراهقين من تدخين الارجيلة".
فيما يرى سلوان رافد، من حي السيدية ببغداد، إن "انتشاء المقاهي بهذه الكثرة هي نتاج الاستيراد الكبير والعشوائي للمعسلات بكافة انواعها"، مبينا ان "المقاهي في الوقت الحاضر تعتمد اعتمادا كبيرا في ارباحها على الارجيلة بعد ان كان الشاي يمثل الفقرة الاهم فيها".
ويبين رافد ان "المقاهي باتت تهدد المراكز التجارية وتتوغل حتى داخل الاحياء السكنية"، عازيا سبب ذلك الى "ضعف الرقابة من الجهات المختصة".
واشار تقرير لمنظمة الصحة العالمية عام 2017 ان 570 الف طفل دون سن 5 أعوام يموتون سنوياً من جراء أمراض الجهاز التنفسي من قبيل الالتهاب الرئوي الناجم عن تلوث الهواء في الأماكن المغلقة وفي الأماكن المفتوحة ودخان التبغ غير المباشر.