وخلال جولته في الحجر الأسود ومخيم اليرموك وثق مراسل سانا الحربي حال العديد من المدارس التي كانت يوما ما موئلاً للعلم قبل أن تصلها يد المجموعات الإرهابية التي عملت وفق مخطط داعميها على ضرب مقومات الحياة والتعليم والتربية في محاولة للنيل من سورية عبر تخريب عقول أبنائها ومنعهم من الحصول على العلم والمعرفة.
ولعل مدرسة الشهيد رحيل الخزعل في حي الحجر الأسود مثال حي يفضح مخططات الإرهابيين ورعاتهم حيث حولوها من منبر للعلم والتربية إلى وكر لتجنيد الأطفال وغسل أدمغتهم وزرع أفكار تكفيرية إجرامية في عقولهم إضافة إلى تدريبهم على حمل السلاح وكيفية إطلاق النار والاقتحام والقتل لجعلهم قنابل موقوتة يستخدمونها لتنفيذ مخططاتهم الإرهابية.
ووثقت كاميرا سانا كيف حول الإرهابيون هذه المدرسة كغيرها من المدارس إلى معسكر تخريب لعقول الأطفال بطريقة مدروسة حيث كتبوا شعاراتهم التكفيرية في كل مكان في المدرسة بهدف التأثير والضغط النفسي على الأطفال واعتمدوا كتب التكفير الظلامية التي تدعو إلى القتل واستباحة ممتلكات وأموال الآخرين بدلا من كتب القراءة والحساب والتاريخ.
جرائم التنظيمات الإرهابية وتحويلها المدارس إلى بؤر للتكفير لم تقتصر على الحجر الأسود ومخيم اليرموك حيث تركز هذه التنظيمات على اختلاف مسمياتها وفي جميع المناطق بشكل مباشر وأساسي على الأطفال من عمر 6 سنوات الى 16 سنة وذلك عبر تلقينهم أفكارا تكفيرية وتحفيظهم الأناشيد الاقصائية وتجاهل تدريس كل المواد الأساسية مثل الكتابة والقراءة ومنعهم من مشاهدة التلفاز والاستماع إلى الموسيقا وزرع الفكر الظلامي في عقولهم وتهيئتهم لحمل السلاح واستخدامهم كانتحاريين أو دروع بشرية.
والآن وبعد تحرير مخيم اليرموك والحجر الأسود وزوال الإرهاب منهما إلى غير رجعة تتحضر هذه المدارس للعودة إلى وظيفتها الأساسية التي بنيت من أجلها أسوة بمدارس الغوطة الشرقية والرستن وعقرب وتلبيسة وغيرها من البلدات المحررة حيث تتكثف الجهود الحكومية لإعادة ترميمها وتأهيلها من جديد لاستقبال الأطفال وتعليمهم ومحاولة تعويض ما فاتهم خلال فترة انتشار التنظيمات الإرهابية في مناطقهم.
المصدر: سانا
22