ونتيجة لمداولات وندوات مباشرة على الهواء تطرقت الى قضايا تدوين الحديث النبوي و تاريخه و أهم الكتب التي عنيت بجمعه، و لم يتردد البرنامج و من خلال ضيوفه أن يعلن أن المدونات الحديثية هي ليست كتبا مقدسة إذ لا کتاب مقدس إلا القرآن الكريم و أن مدوناتهم إنما هي جهود مبرورة مبارکة و لكنها لم تسلم من خطأ أو وهم أو دس لانها جهود بشریة
ما أحتاج بالتالي إلى البحث في الإسرائيليات الدخيلة على تراثنا و أهم مروجيها و تتبع مواطنها و علاماتها من اجل بيانها و تنبيه الأمة من أخطارها و آثارها.
ثم و بحسب الوقائع إحتاج الأمر الى البحث في ظاهرة الوضع في تراثنا لا سيما الحديثي منه ، فتناول الضيوف الوضع في الحديث النبوي الشريف تعريفا و علامات و سمات تدل عليه و أسبابا حملت الوضاعين على الكذب على رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم، كما استلزم البحث في التراث ان يتطرق البرنامج الى الغلو كظاهرة مقيتة عانت منها الامة الاسلامية إن من حيث الغلو العقائدي أو العملي، وما احتاج لبسط الحديث في المنهج الاسلامي المکین في معالجة أسباب الغلو للحد من آثاره السيئة في الامة، لتأسيس منهج قرآني نبوي راشد.
وخلص البرنامج بعد إتمامه الحديث عن الغلو إلى النتائج و التوصيات التالية :
النتائج:
• لم تسلم كتب الحديث في المدرستين السنية و الشيعية من دخيل على مدوناتهما الحديثية ، وهو الذي يدل عليه بداهة تصنيف المشتغلين في الصنعة الحديثية لأنواع الأحاديث .
• لم تسلم كتب الحديث في كلتا المدرستين من تسلل الروايات الإسرائيلية إلى مصنفاتهما الحديثية أو التقليدية أو التاريخية...إلخ
• كان للوضع نصيب ليس بقليل في تراث المدرستين العريقتين إلا أن أقطاب تلكما المدرستين لم تخف عليهم مواطن الوضع، فنبّهوا إليها و فندوا اسبابها للتحذير من خطر ها على الأمة الواحدة.
• إجتماع إرادة المدرستين على ضرورة تنقية التراث الإسلامي الجامع من كل ما لحق به من وهم او وضع او دخيل.
التوصيات:
أولا: ضرورة تشكيل لجنة من علماء الحديث في العالم الإسلامي لإطلاق مشروع ( السنة النبوية المشرفة أمانة في أعناق أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم الواحدة) و مهمتها:
• وضع ضوابط تعتمد علم مصطلح الحديث الراسخ لعرض تراث نبينا صلى الله عليه و آله وسلم و إخضاعه له.
2- احترام المصادر الحديثية لكل مدرسة ضمن الضابط المقترح الذي يعد قدرا مشتركا في عمل المدرستين.
3- إزالة اللبس عن كل نص وضع على رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم او انتحل الى سنته القولية يدعو إلى فرقة أو عصبية أو فتنة في الأمة.
• اعتماد منهج النقد النصي الخاص بالمتن، و ضرورة عرض تلك النصوص على ثوابت الكتاب الكريم ومنهج المعصوم عليه الصلاة و السلام و طرح كل ما يتعارض مع هذين المصدرين التشريعيين.
5- التأكيد على نتائج الجرح و التعديل التي لم تخل منها كتب التخصص التي اعتمدت قواعد صارمة في ميزان الرجال . و إعتبار تلك النتائج في الحكم على الحديث.
ثانيا: التعويل على المشترك الذي إجتمعت عليه المدارس الاسلامية كافة و تفعيله و توضيحه و الإعلان عنه ليخرج عن كونه علما يتداوله المتخصصون فقط، و ليستظل به عامة افراد الأمة من اتباع المذاهب الإسلامية .
ثالثا: التعويل على أن هذا المشروع إنما يهدف إلى وحدة الأمة الإسلامية التي لم ينظر إليها عدوها المشترك إلا أنها أمة واحدة. فهل نرضى أن توحدنا نظرة عدونا لنا و تفرقنا صيغ تراثية هي محل أخذ و رد و مراجعة.
رابعا: وقوف كل المؤسسات الاسلامية في بقاع عالمنا الاسلامي عند مسؤولياتها في الدفاع عن سنة نبي الامة صلى الله عليه وآله ولبذل وسعها في تقديم امكانياتها العلمية والاستشارية لانجاح هذا المشروع الذي يراد به وجه الله.