يوم الجمعة 18 مايو/أيار نشر مستشار ولي العهد صورة ثابته لبن سلمان وبن زايد وحمد آل خليفة مع سيسي في مصر واصفاً الصورة بلقاء ودي جمع الأشقاء قبل أيام بضيافة السيسي، لقاء لم يحظى بأي تغطية إعلامية ولم يعرف أو يسمع أحد به.
قبل ذلك لم تنشر صور لأنشطة بن سلمان حتى خبر مقابلته مع وزير خارجية أميركا الجديد بومبيو في الرياض نهاية إبريل/نيسان الماضي لم يغطيه الإعلام السعودي، ولم تنشر صوراً لخبر لقاء جمعه مع رئيس الوزراء الأثيوبي الذي حط رحاله الخميس 17 مايو/أيار في الرياض تلبية لدعوة وجهها الملك سلمان له، تعتيم وغموض وعلى غير المعهود والمتعارف عليه.
ومن جهة أخرى نُشرت صور لولي العهد السابق "محمد بن نايف" وهو يصلي ويحتضن أحفاده وهو الّذي وُضِعَ تحت الإقامة الجبرية ومُنِعَ عنه التواصل مع الخارج، ها هو اليوم يغرد وينتقد سياسة بن سلمان التي ستقضي على الأسرة الحاكمة والشعب السعودي، حتى قطر تعلن أنها لا ولن تقبل بالشروط السعودية، قاطعةَ شعرة معاوية مع نظام بن سلمان.
بن سلمان مفقود وصحيفة تركية تنعته بأنه باع القدس والمدينة المنورة ومكة المكرمة، في هجوم غير مسبوق على بن سلمان من تركيا حلف الأطلسي، بن سلمان المشهور بالفانتازيا الإعلامية لا يظهر إعلامياً منذ شهر تماماً، البعض يقول بأنه قُتل برصاصتين في أحداث قصر الخزامي، والآخر يقول بأنه جريح وحالته غير مستقرة، بن سلمان مجهول الأثر والمصير.
وسيد المقاومة حسن نصر الله قال في خطابه الأخير بأن صفقة القرن تعتمد على ثلاثة أضلاع وجميعها مهزوزة، بالفساد لضلع نتنياهو، والإباحية لضلع ترامب، والضلع الثالث بن سلمان، وإذا كانت هذه الصفقة "أمل" لبني صهيون وبزوال أحد أضلاعها يُفقد الأمل، فإن بن سلمان قد يكون مختطفا كـ هادي "الدنبوع" ومتواجدا في مكان ما تحت الإقامة الجبرية الأميركية الإسرائيلية لتنفيذ كل ما يطلب منه وتأمينه أو يجري التكتم على وفاته، حتى تمرير صفقة القرن بعد شهر رمضان بحسب معلومات أميركية، فهادي محتجز في الرياض حتى إكتمال تقسيم اليمن، وآخر مرحلة لذلك هو تسليم الحديدة وصنعاء لطارق عفاش لإكتمال مشهد تقسيم اليمن، وكذلك بن سلمان لإكتمال تهويد القدس وفلسطين.
كأحد الإحتمالات الواردة، تعلم غرف عمليات العدوان على اليمن أن شبكة الإستخبارات اليمنية ووحدة المعلومات والصواريخ اليمنية -التي أكدت دراسة صهيونية أخيرة بأنها بالغة الخطورة بسبب دقة الإصابة العالية وتطورها التقني- ترصد أهدافاً ثقيلة وصيد ثمين يتم فيه الثأر لجريمة إغتيال الرئيس الشهيد صالح الصماد، فيتم إخفاء بن سلمان عن المشهد لتجنب الرد اليمني المرتقب، فالشخصية طموحة وصفقة القرن لا تقوم إلا بالضلع الثالث لها "بن سلمان"، لهذا وجب تأمينه أيما تأمين قبل إتمام الصفقة، وبإعتبار اليمن تتصدر رأس حربة مواجهة قرن الشيطان، فهي القوة الوحيدة القادرة عربياً وإسلامياً على كسر أحد أضلاع مشروع القرن الصهيوني.
شهر كامل على إختفاء بن سلمان، فهل قُتل أم هرب أم توارى أم أنه جريح، وعلى العموم فإن من يقود مملكة بني سعود هم الإنكليز والأميركان، وإذا ما كان من سبب لإختفاء بن سلمان بهذا الشكل، فهو الإستفادة من خرطوشة بن سلمان حتى آخر طلقة، بصفقة القرن، والحرب مع إيران، والهجوم على الساحل الغربي اليمني بجيوش إفريقية متصهينة، وعند الإنتهاء من الخرطوشة تماماً -بالفشل الحتمي- سيتم قذفها والتخلص منها بلعبة "مات الملك .. عاش الملك" مع قليل من الدراما الخدَّاعة وتغيير السياسات الداخلية والخارجية لحفظ ماء الوجه.
وسيبقى التساؤل مطروح وبقوة، أين بن سلمان؟ ويبقى الأهم داخل الأسرة الحاكمة وشعب الحجاز ونجد ولهم كلمة الفصل في حال مقتل الطاغية بن سلمان، ويبقى للدماء اليمنية الزكية اللعنة الأبدية الخالدة في الدنيا والآخرة على المجرمين.
* جميل أنعم العبسي