وقال “القرني” في التغريدة المحذوفة والتي يعود تاريخها إلى أكتوبر/تشرين أول 2015:”اللهم منزل الكتاب، مجري السحاب، هازم الأحزاب، انصر أبطال فلسطين على أبناء صهيون”.
ويأتي حذف “القرني” لتغريدته بالتوازي مع الأخبار المتسارعة التي تذكر أن بن سلمان يعمل على التقارب مع "إسرائيل"، خاصة إثر أنباء نفتها السعودية بأنه زار تل أبيب سراً في سبتمبر الماضي، وسط توالي دبلوماسيين سعوديين في إطلاق تصريحات تبرر أي تقارب مع حكومة الاحتلال، بعد أن كان الحديث في ذلك “خطاً أحمر”.
والمتابع لصفحة أبرز الدعاة السعوديين، أو من نجا منهم من الاعتقال، في خضم عاصفة اعتراف ترامب بالقدس عاصمة "لإسرائيل"، يجدهم يكتفون بنشر الأدعية الدينية بعيداً عن القدس، ومنشورات أخرى توحي للقارئ أن لا مصاب جلل حل على الأمة الإسلامية، بما يشير إلى أن حملة قمع التيار الديني السعودي حققت نتائجها المرادة، وزرعت الخوف في صدورهم.
فمن يدخل صفحة الداعية عائض القرني على “تويتر”، في يوم الغضب الفلسطيني الذي صادف الجمعة، يجده اكتفى بالحديث عن أذكار الصباح والمساء وفضل يوم الجمعة، متجاهلاً المظاهرات التي عمت العالم الإسلامي نصرة للقدس، والضحايا الذين سقطوا في غزة برصاص الجيش الإسرائيلي، خلال الاحتجاجات هناك.
كما لاحظ مراقبون لوسائل الإعلام السعودية الرسمية ، أنها لم تعط اهتماماً لقرار ترامب الاعتراف بالقدس كعاصمة "لإسرائيل" وافتتاح السفارة رسميا.
وتساءل مراقبون إن كان تغييب الرأي، والرد الرسمي الخجول يعكس ما قاله الكاتب البريطاني ديفد هيرست في مقال بموقع “ميدل إيست آي” البريطاني، من أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يكن ليقدم على قراره بشأن القدس لولا الدعم الغريب والطارئ الذي تلقاه من “محور الطغاة العرب”، بمن فيهم حكام السعودية والإمارات والبحرين ممَّن وصفهم بـ”الصبية العابثين”!