كان الموضوع منشورا فى مجلة المصور بتاريخ 20 مارس 1959، تحت عنوان «حديث رمضان» وكان مقال هذا العدد تحت عنوان «حقيقة الصوم» بقلم الأستاذ الأكبر الشيخ محمود شلتوت. يقول الشيخ شلتوت :
لشهر رمضان سلطان على النفوس بما أودع الله فى جوه من إيحاءات تسمو بنفوس المؤمنين إلى ملأ الطهر والصفاء والتجرد من الرغبات الشخصية الكريهة.. ولرمضان مكانة فى نفوس المسلمين تهتز لها قلوبهم وتنشرح بها صدورهم وتسمو بها أرواحهم، ولم يكن ذلك لرمضان من جهة أنه شهر الصوم فقط، وإنما كانت له تلك المكانة من جهة ما يثار فى النفوس من ذكريات مجيدة، كانت أحداثها أساسا لبناء هذا الصرح العظيم فى شرائعه وأحكامه، ففيه أنزل القرآن هدى وبينات للناس وبينات من الهدى والفرقان، وفيه أحق الله الحق وأبطل الباطل وأذل الكافرين، وفيه أكمل الله على المؤمنين نعمته."
يظن كثير من المسلمين أن الإنسان متى أمسك عن الطعام والشراب والجنس طوال يومه فقد خرج من عهد التكليف وأدى ما فرضه الله عليه والواقع أن هذا بيان للصوم بالنسبة إلى مظهره، غير أن هناك موجبات أخرى تؤكد حقيقة الصوم".
من الموجبات التى تكتمل بها حقيقة الصوم، عدم إيذاء المسلمين، والإقلاع عن المكائد، وعدم استغلال مصالح المسلمين وكف لسان المؤمن ويده عن المسلمين، وتقوية روح الإيمان بالمراقبة لتزكية النفس وتطهيرها وغير ذلك.