جاء ذلك في تصريح صحفي للناطق باسم رئاسة السلطة، نبيل أبو ردينة، اليوم الأربعاء، حمّل خلاله الإدارة الأميركية المسؤولية عن استشهاد مئات الفلسطينيين منذ إعلان الرئيس دونالد ترمب عن قرار "القدس عاصمة لإسرائيل"، في السادس من كانون أول/ ديسمبر الماضي.
وقال أبو ردينة: "إن سياسة التحريض التي يقوم بها سفراء واشنطن في الأمم المتحدة وإسرائيل، شجعت المتطرفين الإسرائيليين بالاستمرار في أفعالهم واستيطانهم، واستمرار عدوانهم على الشعب الفلسطيني".
وعدّ أن "الاستفزاز الأميركي والاستهتار بالعالم العربي والمجتمع الدولي، ساهم في زيادة عدم الثقة غير الموجودة أصلًا، وتوتير العلاقة المشحونة بالشك وعدم المصداقية، وسقوط وهم إقامة سلام مع العرب دون الفلسطينيين".
وأضافت السلطة الفلسطينية: "المنطقة تتعرض لحالة إرباك في مرحلة تعج بالمشاكل وعدم الاستقرار، الأمر الذي يتطلب موقفًا فلسطينيًّا وعربيًّا موحدًا لمواجهة العدوان الإسرائيلي - الأميركي على المقدسات، والحقوق الوطنية، وقرارات الشرعية الدولية".
الى ذلك أكد وزير الخارجية الفلسطينية، رياض المالكي، على التزام السلطة بقرارها قطع جميع الاتصالات السياسية مع الإدارة الأميركية، بسبب "مواقفها المنحازة كليًّا لإسرائيل"، وفق تأكيده.
وقال المالكي في تصريحات نشرتها الإذاعة الفلسطينية الرسمية: "إن استدعاء السفير الفلسطيني لدى واشنطن هو جزء من خطوات تصعيدية فلسطينية ضد واشنطن ومواقفها".
وأضاف "واشنطن عزلت نفسها عن رعاية عملية السلام، بقرارها بشأن القدس، ولن يتم القبول فلسطينيًّا بأي خطة تعرضها لحل الصراع مع إسرائيل".
وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، قد قرر مساء أمس الثلاثاء، استدعاء رئيس مكتب بعثة منظمة التحرير في واشنطن، السفير حسام زملط.
والاثنين الماضي، افتتحت واشنطن سفارتها في القدس؛ بموجب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب في 6 كانون أول/ ديسمبر 2017، مدينة القدس المحتلة عاصمة للاحتلال.
وبالتزامن مع افتتاح السفارة، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة بحق متظاهرين سلميين على حدود قطاع غزة، خرجوا للتعبير عن احتجاجهم على نقل السفارة؛ ما أدى إلى استشهاد 62 فلسطينياً وجرح أكثر من 3188 آخرين.
وقوبل إعلان ترمب برفض فلسطيني ودولي، أعلن على إثره الفلسطينيون تجميد اتصالاتهم السياسية مع الإدارة الأميركية، في حين تبنّت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يرفض محاولات تغيير الوضع القانوني لمدينة القدس المحتلة.
واختارت واشنطن الرابع عشر من أيار/ مايو الجاري، موعدا لافتتاح سفارتها في مدينة القدس المحتلة، والذي صادف عشية الذكرى السنوية السبعين للنكبة وتهجير الاحتلال الاسرائيلي لما يقارب 760 ألف فلسطيني من ديارهم عام 1948.