ونقلت الولايات المتحدة رسمياً اليوم الاثنين (14 أيار/ مايو 2018) سفارتها في الكيان الإسرائيلي من تل ابيب إلى القدس المحتلة.
وقال السفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان في مستهل مراسم افتتاح السفارة التي حضرها وفد أمريكي من واشنطن ومسؤولين صهاينة "نفتتح اليوم السفارة الأمريكية في القدس".
رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو كانت له كلمة الختام في حفل افتتاح السفارة الاميركية أعلن فيها ان "هذا اليوم هو يوم عظيم، يوم عظيم لكيانه وزعم ان القدس ستبقى العاصمة الأبدية الموحدة" للكيان الاسرائيلي .
ووجه نتنياهو الشكر للرئيس الأمريكي دونالد ترامب "لشجاعته" على الوفاء بوعده بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.
كما توجه نتيناهو الى السفير الاميركي فريدمان قائلاً "لقد حظيت بفرصة كونك أول سفير اميركي يخدم بلاده من القدس".
كما قال لايفانكا ترامب وجاريد كوشنير وهما ابنة وصهر الرئيس الاميركي ترامب "حضوركما هنا اليوم هو دليل على أهمية هذه المناسبة، ليس فقط لإدارة ترامب وانما بالنسبة اليكما شخصياً من أجل السعي لتحقيق التسوية " على حد تعبيره.
بدوره القى الرئيس الاميركي ترامب كلمة مسجلة في مكتبه في واشنطن. كما القت ابنته ايفانكا ترامب كلمة بعد ان ازاح وزير الخزانة الاميركي ستيف منوشن الستار عن اللوحة التذكارية التي وضعت عند مدخل السفارة.
وفي كلمته أكد ترامب أنه "ما زال ملتزماً بالتسوية بين "اسرائيل" والفلسطينيين". وأضاف "أملنا الاكبر هو السلام". ورغم ان القرار الذي اتخذه قد اثار تنديدات واسعة لكنه قال إن "الولايات المتحدة تظل ملتزمة تماماً بتسهيل اتفاق سلام دائم... ستظل الولايات المتحدة صديقاً عظيماً لإسرائيل وشريكاً في قضية الحرية والسلام".
وفي تغيريدة له، اشار ترامب الى ان هذا اليوم هو "يوم كبير لاسرائيل" على حد تعبيره.
في المقابل خرجت مسيرات مليونية في يوم الزحف بذكرى النكبة الفلسطينية واحتجاجاً على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، واستشهد مالايقل عن 43 فلسطينياً برصاص الاحتلال الإسرائيلي في تصاعد غير مسبوق لحدة المواجهات مع الاحتلال قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة وجنوب فلسطين المحتلة. وقالت مصادر فلسطينية إن من بين الشهداء ستة أطفال ومسعف، فيما أصيب نحو الفين اخرين بجروح .
وفي هذا الوقت، أعلنت منظمة التحرير الفلسطينية الاضراب العام يوم غد الثلاثاء في الضفة الغربية وقطاع غزة كرد على استشهاد الفلسطينيين برصاص قوات الاحتلال خلال احتجاج على الحدود مع قطاع غزة.
ونددت العديد من دول العالم بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، من بينها إيران وروسيا وتركيا والأردن، في حين أعلنت جامعة الدول العربية عزمها عقد اجتماع على مستوى المندوبين الأربعاء القادم، ونفت بريطانيا وجود خطط لنقل سفارتها إليها أسوة بأميركا. وقال المتحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إن الحكومة البريطانية ليست لديها خطط لنقل السفارة من مدينة تل أبيب إلى القدس.
من جهته، قال رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني إن الإدارة الأميركية تتصرف بعدم نضج وتنتهج أسلوب المغامرة، وذلك تعليقا على قرارها نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس.
وخلال اجتماع اللجنة الدائمة لفلسطين في طهران دعا لاريجاني الدول الإسلامية والمجتمع الدولي لدعم جاد وإجراءات عملية للتصدي لممارسات الإدارة الأميركية تجاه القدس.
وسبق ذلك تصريح للرئيس التركي رجب طيب أردوغان تعليقا على نقل السفارة الأميركية إلى القدس قال فيه "نشعر وكأننا في الأيام المظلمة التي سبقت الحرب العالمية الثانية".
وأضاف أردوغان أنه من خلال قرار نقل سفارتها إلى القدس فضلت واشنطن أن تكون جزءا من المشكلة لا جزءا من الحل، وبذلك فقدت دور الوساطة في عملية التسوية بالشرق الأوسط.