وأوضح التقرير الذي نشره موقع “ميستريس تايمز” الأمريكي، المخصص لنشر الأخبار الغربية، حول عثور العلماء على خريطة تركية “حيرت العلماء”، عثر عليها بالصدفة.
وأظهرت تلك الخريطة السرية، التي تعود إلى عام 1513، ورسمها الرحالة التركي الشهير، بيري ريس.
ويوصف بيري ريس، القبطان وراسم الخرائط العثماني الشهير، المعروف أيضا باسم، حاج أحمد محيي الدين بيري، أو أحمد محيي الدين الريس، بأنه مكتشف أمريكا الحقيقي، حيث سجل في رحلاته وجود القارة الأمريكية.
ولكن الخريطة التركية “السرية” أظهرت أيضا أنه اكتشف القارة القطبية الجنوبية “أنتاركتيكا” قبل اكتشفاها من الغرب بعقود طويلة، عن طريق الأمريكي جون دافيس، 1821.
وعثر على تلك الخرائط بالصدفة داخل مكتبة قصر “توبكابي” أثناء فهرسة مواد أثرية، حيث كانت ملقاة بين كومة من المواد المهملة.
ورسمت تلك الخريطة عن طريق، بيري ريس، الذي كان يحمل رتبة أميرال في البحرية التركية، ووقعها عام 1513، وتضمنت رسما دقيقا لخطوط عرض وطول قارة أمريكا الجنوبية والقارة القطبية الجنوبية “أنتاركتيكا”.
الصدمة الأكبر
لكن الصدمة الأكبر في تلك الخريطة المرسومة على جلد الغزال ليس أنها صورت القارة القطبية الجنوبية للمرة الأولى، لكن أنها أظهرت القارة من دون أي غطاء جليدي، وصور الناس فيها عراة يسيرون على أرض عادية ليس بها جليد.
وسعى الكثير من العلماء لتفسير خريطة “بيري ريس”، التي وصفت بأنها كانت تستخدم منهجية في رسم الخرائط لم تظهر في أوروبا إلا في القرن السادس عشر.
وأرجع بعض العلماء ظهور “أنتاركتيكا” هو أن البحار التركي يمكن أن يكون تعرف على مكان القارة، لكن لم يزرها بشكل حقيقي، وبنى الصور التي رسمها على معلومات قديمة وجدها في كتب التاريخ.
وأشار البروفيسور تشارلز هابغود إلى أن التمثيل الطبوغرافي في الخرائط التركية، كان دقيقا إلى درجة مذهلة، وهو ما يجعل البعض يشكك فيها، خاصة أن تقنيات الخريطة لم تظهر إلا بعد سنوات طويلة في أوروبا.
ويشير بعض المشككين في الخريطة إلى أنها قد تكون تصوير حي لسواحل أمريكا الجنوبية.
لكن التفسير الأخير هذا، قد يكون إشارة إلا حدث آخر مزلزل لكوكب الأرض، فهذا يعني أن القارة الأمريكية الجنوبية كانت ملتصقة لفترة طويلة مع القارة القطبية، قبل أن تبتعد الأخيرة وتصبح قارة متجمدة.
وتعزز تلك النظرية، ما طرحه علماء في وقت سابق، حول أن أوروغواي والأرجنتين مثلا، كانتا جزءا من “أنتاركتيكا”، قبل أن تنفصل القارة وتبتعد، ما يعني أن الخريطة تظهر الجزء الأدني من القارة الأمريكية الجنوبية، الذي كان ملاصقا للقارة القطبية الجنوبية حينها.
ولا تزال حيرة العلماء مستمرة حول حقيقة ما صورته خرائط “بيري ريس”، لكن الأكيد أنهم تأكدوا من عدم تزييف الخريطة، وأنها فعليا تم تسجيلها عام 1513، أي أن راسم تلك الخريطة اكتشف فعليا أمريكا وأمريكا الجنوبية وأنتاركتيكا قبل الغرب بعقود طويلة.