ورداً على سؤال لوكالة الانباء الايرانية حول رأيه بالنسبة للهواجس الكثيرة هنا وهناك حيال الاتفاق النووي وما يصرّح به دوماً الرئيس الاميركي من مزاعم وكذلك بالنسبة للتصريحات الأخيرة التي أطلقها رئيس وزراء الكيان الصهيوني قال وزير الخارجية البريطاني الاسبق انه يجب أن نتطرق الى موضوعين في هذا الشأن. أولاً ماذا يجب فعله. بإعتقادي يجب مواصلة هذا الإتفاق وإحترامه من جانب الموقعين عليه ومنهم واشنطن لأنه أهم وثيقة تحد من الإنتشار التسليحي وتريح بال القلقين من إمكانية إمتلاك ايران لسلاح نووي.
وثانياً ما سيجري على أرض الواقع. وباعتقادي سوف لن يمدّد ترامب تعليق العقوبات ضد ايران خاصة في مجال النفط والغاز وسيضرب بالمعاهدة عرض الحائط.
وبالنسبة لما عرضه نتانياهو قال سترو: بإعتقادي أنّ هذه الوثائق لم تكن إلّا وثائق قديمة ولو افترضنا صحتها كان عليه تقديمها للوكالة الدولية للطاقة الذرية والى مفتشيها الأربعمائة المستقرين في ايران. وعلى أية حال أرى شخصياً بأنّ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي سيضر بالنظام العالمي وسيضر بتطلعات ترامب نفسه.
كما رأي سترو خلال المقابلة ضرورة تعاون ايران واوروبا بعد خروج ترامب من الاتفاق النووي والعثور على حلول قانونية للحد من تداعياته.
وعن رأية بالنسبة لتداعيات انسحاب واشنطن من المعاهدة الدولية النووية قال: لا يمكن التبّؤ بشأن تداعيات مثل هذا القرار لأنّ ذلك يعود الى نوعية الرد الايراني والاوروبي والروسي والصيني وسيترك انطباعاً على أسواق النفط وسيرفع من سعره فضلاً عن تحويل العالم الى مناطق غير آمنة وسيسبب انقساما لدى المجتمع الدولي.
وأعرب سترو عن إعتقاده بأنّ ترامب يحاول نسف كل ما قام به اوباما فضلاً عن ترسُّخ فكرة في دماغه قائمة على أنّ سياسة التهديد التي مارسها ضد كوريا الشمالية آتت اُكلَها ويظن انها مجدية ضد ايران ايضاً وسترغم ايران على الجلوس خلف طاولة مفاوضات.
وعن تصريحات السفير الايراني في لندن عن السيناريوهات المطروحة أمام ايران للرد على الانسحاب الاميركي من الإتفاق النووي والرد الاوروبي قال سترو: لن تخرج الدول الاوروبية من الاتفاق النووي رغم أنّ من مصلحتها مسايرة واشنطن. لكنها ستبقى في الاتفاق بسبب العلاقات الاقتصادية بينها وبين ايران.
و ردّاً على سؤال حول شجاعة اوروبا في البقاء في الاتفاق النووي مع خروج الولايات المتحدة منه وإمكانية تفكير ايران بعدم مواصلتها الالتزام بالاتفاق نظراً لإعتقادها بأنّ أميركا خانتها، قال جك سترو: إنني على ثقة بأنّ البريطانيين لن يخرجوا من الاتفاق مهما كان وهذا التوجه هو التوجه السائد في مجلس العموم البريطاني.
ورداً على سؤال حول ما ستتخذه بريطانيا من إجراءات لاقناع ايران بالبقاء في الإتفاق النووي إعتبر «سترو» ذلك أمراً معقداً يعود الي نوعية القوانين التي ستواجه بها اوروبا الإنسحاب الأميركي.
كما إعتبر وزير الخارجية البريطاني الاسبق إمكانية مواصلة العقود التجارية المبرمة بين ايران واوروبا بعد خروج البيت الابيض عن الاتفاق النووي بأنها عملية معقدة تتطلب حلولا بديلة.
وعن سبب إثارة الاسرائيليين ضجة حول النشاط النووي الايراني قال وزير الخارجية البريطاني الاسبق إنّ نتانياهو يواجه في الداخل مشاكل عالق فيها حتى النخاع وعاجز عن التخلص منها ومن بينها تورطه هو وزوجته في ملفات فساد فضلاً عن العقبات التي يواجهها الإئتلاف الحاكم في تل أبيب. فإذاً هذه الضجة التي أثاروها ليست إلّا تكتيكاً لحرف الأنظار والرأي العام عن قضايا اُخرى.
هذا وأكّد جك سترو على تمهيدات يقوم بها نتانياهو لحث ترامب على الانسحاب من الإتفاق النووي الأمر الذي سيضرّ بالأمن والسلام العالميَين.