وفي حواره مع برنامج «حقائق التاريخ» على قناة الكوثر الفضائية قال الكاتب والمفكر الإسلامي الدكتور أحمد راسم النفيس إن المجتمع القرشي كان بحق مجتمعاً جاهلياً، ووصف الله عز وجل أهله بأنهم لا يطعمون الطعام ولا يرعون حق المسكين. ويذكر الدكتور جواد علي في كتابه «المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام» ظاهرة في منتهى الخطورة والإيلام وهو أن هذا المجتمع كان يفتقد إلى التراحم والتعاون والتصدق فيما بينه.

وأشار المفكر الإسلامي إلى الآية القرآنية التي تقول «وأطعموا القانع والمعتر» مبيناً أن المعتر هو الذي بلغ الجوع به مبلغاً وكان هذا المعتر قبل هاشم بن عبدمناف إذا بلغ به الجوع حداً معيناً وعجز عن إطعام نفسه ومن حوله كان يلجأ إلى موقع معين في الصحراء بالقرب من مكة هو وأهله ثم يموتون في مكانهم واحداً تلو الآخر دون أن يحصل على الطعام لأنه لن يسأل أحداً ليعطوه طعاماً ولن يسأل عنه أحد.

وتابع الدكتور النفيس أن هذا المجتمع كان منعدماً وجاء هاشم بن عبدمناف وأنشأ هذا المجتمع البشري من جديد. ثم تحدث عن قصة أسرة فقيرة تعرضت لنازلة الجوع فأطعمهم هاشم، ثم بعد فترة جاعوا مرة أخرى، فقام هاشم بن عبدمناف ونادى في الناس: يا معشر قريش إن هذا الأمر لا يليق بكم ولابد لكم أن تتراحموا فيما بينكم وأن تضعوا قاعدة وتتبرعوا بجزء من أموالكم لتطعموا هؤلاء الفقراء.