ويظهر التسريب رغبة السعودية في نقل الحرب من اليمن إلى لبنان.
ويتضمن التسريب الذي نشرته صحيفة «الأخبار» اللبنانية من بريد «العتيبة»، برقية من السفيرة الأردنية في واشنطن «دينا قعوار» إلى وزير الخارجية «أيمن الصفدي» بتاريخ 22 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تتحدث فيها عن لقائها بمدير شؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن الوطني الأمريكي «مايكل بل».
وتشير البرقية إلى أن عدة مواضيع بينها، أن «عبد الرحمن السدحان»، مستشار ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان»، ألمح إلى أنه من الأفضل أن تنتقل الحرب من اليمن إلى لبنان.
كما تتطرق البرقية إلى تهديد السلطات السعودية لرئيس الوزراء اللبناني «سعد الحريري» أثناء احتجازه في المملكة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، باستخدام تعاملاته المالية.
نص البرقية
«معالي وزير الخارجية وشؤون المغتربين
الموضوع: لقاء مع مدير شؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن الوطني الدكتور Michael bell
أرجو من معاليكم التكرم بالعلم أن مدير شؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن الوطني الدكتور Michael bell ذكر خلال لقائي به أمس أن محاولات المصالحة ما بين قطر والدول الأخرى ما زالت مستمرة، ولكن دون فائدة. ومع ذلك فهناك بوادر ايجابية على صعيد التعاون العسكري والدفاعي بينها خاصة مع المملكة العربية السعودية.
أما ما يخص لبنان، ألمح أن الحريري كان محتجزاً في السعودية، حيث اشترطت عليه الرياض شرطين هما أولاً الانفكاك التام عن سوريا، وثانياً الانفكاك عن حزب الله وإبعاده عن مؤسسات الدولة، وإلا ستقوم باستخدام بعض تعاملات الحريري المالية، والتي تغض عنها الطرف حالياً، ضده.
وأضاف أن عبد الرحمان السدحان، وهو مستشار سمو الأمير محمد بن سلمان، قد ألمح إلى أنه من الأفضل أن تنتقل حروب إيران بالوكالة من اليمن للبنان. كما كرر ما ذكره دبلوماسيون إسرائيليون خلال اجتماعات سابقة حول وجود قلق لدى الإدارة من أن تسرّع سمو الأمير محمد بن سلمان في اتخاذ إجراءات جريئة ومتلاحقة سيؤدي لـ(Lashblack) قد يؤثر على استقرار السعودية.
وضمن إطار الحديث عن سوريا، تساءل بل حول مصير نحو ثلاثين ألف مقاتل أجنبي إرهابي وإلى أين سيذهبون، وأضاف أن هناك قلقاً من أنهم سيتوجهون للأردن حيث لا يوجد أي خيار آخر أمامهم.
وفيما يخص العلاقات الأردنية الإسرائيلية، قال إن الإسرائيليين يقولون للجانب الأمريكي إنهم يحاولون الاتصال مع الاردن ولكنه لا يجيب، على حد تعبيره.
على صعيد آخر، تحدث بل بسلبية عن وزير الخارجية تيليرسون وأسلوب إدارته لوزارة الخارجية، ملمّحاً لوجود حساسية لدى الوزير ممّا يراه كتدخلات مجلس الأمن الوطني. وذكر أن تيليرسون أصبح «أكثر غضباً» مؤخراً، وقد يكون هناك صحة لما يتم تداوله حول إمكانية تغييره.
كما ألمح لعدم التزام وزارة الخارجية والكثير من المسؤولين فيها بسياسات الرئيس ترامب، وتغريدهم خارج السرب، خاصة (Bret McGurk) و(Michael Ratney) ومحاولات مجلس الأمن الوطني تصحيح ذلك...وتفضلوا بقبول فائق الاحترام».
«مايكل بل»
تم تعيين الجنرال المتقاعد من الجيش الأمريكي (عام 2012)، «مايكل بل»، في أغسطس/آب 2017، مستشاراً للرئيس لشؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي.
وتمّت ترقية «بل» إلى هذا المنصب بعد إزاحة سلفه «ديريك هارفي» من قِبل رئيس مجلس الأمن القومي (سابقاً) «هربرت ماكماستر»، الذي أزاح عدة موظفين كان عيّنهم الرئيس السابق للمجلس «مايك فلين»، قبل أن يستقيل على خلفية اتهامات وُجّهت إليه بإجراء اتصالات مع روسيا سَبَقت تسلّمه منصبه.
«مايكل بل»، المتخرّج في الأكاديمية العسكرية الأميركية «ويست بوينت» عام 1983، خدم سابقاً في الجيش الأمريكي في مواقع متفرقة من آسيا وأوروبا والولايات المتحدة، وفي فترات متعددة، لعلّ أهمها «درع الصحراء» و«عاصفة الصحراء» وغزو العراق عام 2003.
كذلك كانت لـ «بل» إسهامات أكاديمية واستشارية في الكليات العسكرية، خصوصاً منها كلية الشؤون الأمنية الدولية في جامعة الدفاع الوطني، التي شغل أخيراً منصب مستشار فيها.
ويأتي هذا التسريب ضمن سلسلة بدأتها «الأخبار» منذ نحو أسبوع سمتها «الإمارات ليكس»، تتضمن رسائل وبرقيات صادرة عن السفارتين الإماراتية والأردنية في بيروت، إضافة إلى تسريبات أخرى من وثائق «ويكيليكس».