وكشفت الدراسة - التي أجراها اتحاد علم الجينوم النفسى، بقيادة العلماء في كلية (كينجز كوليدج) بلندن، في أكبر دراسة من نوعها أجريت حتى الآن لعوامل الخطر الوراثية للاكتئاب الشديد - عن تأثير عدد من الجينات في زيادة حدة نوبات الاكتئاب الشديد .
وتوصلت نتائج الدراسة - التي نشرت في مجلة (نيتشر للعلوم الجينية) - إلى أن الأساس الوراثي للاكتئاب الشديد مشترك مع الاضطرابات النفسية الأخرى مثل الفصام، وأن جميع البشر يحملون على الأقل 44 اختلافا وراثيا من عوامل الخطر الجينية المحددة في هذه الدراسة.
ويرتبط عدد كبير من المتغيرات الجينية المحددة في الدراسة مباشرة بأهداف الأدوية المضادة للاكتئاب الحالية، كما يشير تحليل البيانات إلى أن ارتفاع مؤشر كتلة الجسم مرتبط بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب الشديد .
وسعت الدراسات السابقة إلى تحديد أكثر من مجموعة من المتغيرات الجينية المرتبطة بالاكتئاب من خلال الجمع بين سبع مجموعات منفصلة من البيانات، وضم الفريق البحثي بيانات عن أكثر من 135 ألف شخص يعانى من الاكتئاب الشديد، و أكثر من 344 ألف مريض فى مجموعة تحت السيطرة .
ومثلت هذه الدراسة جهدا عالميا غير مسبوق من قبل أكثر من 200 عالم يعملون بالتعاون مع "اتحاد علم الجينوم النفسى" قادته كلية الطب فى جامعة (نورث كارولينا) الأمريكية وجامعة (كوينزلاند) في أستراليا.
وقال الدكتور"برين" - من معهد الطب النفسى وعلم الأعصاب في كلية (كينجز كوليدج) في لندن - "يقدم علم الوراثة للاكتئاب واجهة للاكتشاف الجينى، والمتغيرات الجينية الجديدة المكتشفة لديها القدرة على تنشيط علاج الاكتئاب من خلال فتح سبل لاكتشاف علاجات جديدة محسنة".
ويؤثر الاكتئاب الشديد على ما يقرب من 14% من سكان العالم، وهو أكبر مساهم في الإعاقة طويلة الأجل في عموم السكان في جميع أنحاء العالم، ومع ذلك، ومع ذلك فإن حوالى نصف المرضى فقط هم من يستجيبون للعلاج بشكل جيد .
ويرى العلماء الدراسة قد سلطت الضوء على الأساس الوراثي للاكتئاب، ولكنها ليست سوى خطوة أولى، مؤكدين الحاجة إلى إجراء أبحاث للكشف عن المزيد من الأسس الجينية، وفهم أفضل لآلية عمل علم الوراثة والضغوط البيئية فيما يتعلق بخطر الإصابة بالاكتئاب.
المصدر: مصراوي
105