1- يلومون الآخرون على أخطائهم
يقع الجميع في أخطاء، فلا أحد معصوم من ارتكاب الخطأ، ولكن طريقة التفكير تجاه الخطأ والتعامل معه تتباين من فرد لآخر، فهناك من يتحمل بشجاعة مسؤولية خطئه، وهناك من يتنصل من المسؤولية، ويحاول أن يُلقيها على الآخرين، ويُسارع في إلقاء اللوم على الآخرين، ويشير العِلم الحديث إلى أنّ السلوك الثاني في التعامل مع الأخطاء ليس علامة ذكاء.
وهنا يوضح ترافيس برادبيري، مؤلف كتاب «الذكاء الاجتماعي»، دلالة تحميل الآخرين مسؤولية أخطائه، ويقول: «في اللحظة التي تبدأ فيها توجيه الاتهامات للآخرين، هي نفسها اللحظة التي يبدأ فيها الناس اعتبارك شخصًا لا يتحمل مسؤولية أفعاله»، وينصح بضرورة تحمّل مسؤولية الأخطاء، وتجنب تحميلها على الآخرين.
وفي هذا الصدد أيضًا، أظهرت دراسة لجامعة ميتشجان الأمريكية أن عقول الناس الأذكياء تتعامل بشكل مختلف تجاه الأخطاء، ويتعامل الأذكياء مع أخطائهم على أنها فرصة للتعلم، وتحسين الأداء في المحاولة القادمة.
2- «تأثير داننج – كروجر».. يُبالغون في تقييم مستوى ذكائهم
لا يحتاج الشخص الذكي أن يُعيد ويكرر: «أنا ذكي»؛ فالأفعال والسلوكيات تشي بذلك، دون أن يُكثر الحديث عن نفسه والمبالغة في تقييم ذكائه. اللافت أن العكس هو ما يحدث، فمن يفعل ذلك ويبالغ في تقييم ذكائه، هم أشخاص أقل ذكاءً مما يظنون أنفسهم، وهذا ما يُعرف بـ«تأثير داننج كروجر» .
وتُعرف تلك الظاهرة بهذا الاسم نسبة لعالمي النفس، دافيد داننج، وجستين كروجر، اللذَين أجريا العديد من الدراسات في هذا الشأن، وقالوا: «خلال أربع دراسات، وجد الباحثون أن المشاركين في الربع السفلي من اختبارات الفكاهة، والقواعد والمنطق، قد بالغوا بشكل كبير في تقييم قدراتهم وأداء اختباراتهم، ففي الوقت الذي أظهرت نتائج الاختبار أنهم حصلوا على 12%، فقد قيموا أنفسهم بأنهم حصلوا على 62%»!
3- أكثر فظاظة وعنصرية
يحاول الأذكياء تحفيز الآخرين ومساعدتهم؛ وهم يفعلون ذلك لأنهم قد وصلوا إلى مستوى من الثقة والذكاء لتقييم قدراتهم بدقة، ولكن غير الأذكاء يفعلون العكس لمحاولة إظهار أنفسهم أنهم أفضل من الآخرين، فهم ليسوا فقط يحملون الآخرين مسؤولية أخطائهم، وإنما أيضًا يتكلمون عنهم بسوء، ودائمًا ما يُسارعون في إصدار الأحكام، وعادة ما تكون الأحكام المتحيزة والمتسرعة تلك ليست علامة ذكاء.
ويؤكد ذلك أيضًا، دراسة أجرتها جامعة بروك الكندية، كشفت أن الأشخاص غير الأذكياء عادة ما يكونون أكثر فظاظة وعنصرية في تعاملهم مع الآخرين، وأفادت الدراسة بـ«أن الأشخاص الذي لديهم معدل ذكاء (IQ) منخفض، دائمًا ما يمليون إلى العقوبات القاسية، ويكونون أكثر عنصرية» في تعاملهم مع الآخرين.
4- يتجاهلون مشاعر الآخرين واحتياجاتهم
عادة ما يُجيد الأذكياء التعاطف مع الآخرين؛ مما يمكّنهم أكثر من فهم وجهة نظر الطرف الآخر وتقديرها، فيما يميل غير الأذكياء إلى العكس؛ فيكونون أكثر أنانية، ويميلون لمبدأ «نفسي نفسي»، متجاهلين وجهة نظر الآخرين.
وفي هذا الجانب أجرى روسيل جيمس البروفيسر في جامعة تكساس الأمريكية دراسة تضمن مشاركة أكثر من ألف شخص في عيّنة ممثلة، وكشفت أن الأشخاص ذات المُعدل الذكاء (IQ) العالي أكثر ميلًا للعطاء، دون توقع أخذ أي مُقابل، كذلك أظهرت الدراسة أن الأذكياء أكثر قدرة على تقييم احتياجات الآخرين، وأكثر احتمالية ورغبة في مساعدتهم.
وفي المقابل يواجه الأشخاص الأقل ذكاءً صعوبةً في فهم احتياجات الآخرين، ولا يتخيلون كثيرًا أن رغبات الآخرين مختلفة عن رغباتهم، كذلك فإن تقديم خدمة دون الحصول على مقابل لها، هو معنى غريب عن قاموسهم وطريقتهم في التفكير.
بالطبع يوجد في كل واحد فينا بعض الأنانية، فهذا جزء من الطبيعة البشرية، ولكن الجانب المهم هو أننا في حاجة إلى الحفاظ على التوازن بين رغبتنا في تحقيق أهدافنا، والحاجة للاهتمام بمشاعر الآخرين، ووضعها في الاعتبار.
5- ردود الأفعال الغاضبة والعدوانية
إذا كنت عصبيًّا وشديد الإنفعال بشكل سريع مبالغ فيه، فربما عليك أن تعيد النظر في توجهاتك تلك؛ لأنها قد تحمل دلالات سلبية. بالطبع قد يغضب الأذكياء أيضًا في بعض الأحيان، وهذه طبيعة بشرية، ولكن عادة ما يسعى الأقل ذكاءً إلى المواجهة بردود أفعال غاضبة وعدوانية؛ لحماية موقفهم عندما يشعرون بتقلص سيطرتهم على الموقف.
وهو أمر أكدته دراسة مطولة لجامعة ميتشجان الأمريكية على عينة قدرها 600 مبحوث من الآباء والأبناء على مدار 22 عامًا، وكشفت الدراسة وجود علاقة ترابطية متبادلة بين السلوك العدواني وانخفاض معدل الذكاء، وقال الباحثون: «نحن افترضنا أن انخفاض معدل الذكاء يجعل تعلّم الاستجابات العدوانية أكثر سهولة في سن مبكّر، وهذه الاستجابات العدوانية تجعل من التنمية الذهنية المستدامة أكثر صعوبة»
6- إدمان الإباحية
قد يكون الأمر غريبًا حقًا، وقد يظنه البعض دعائيًا بعض الشيء في خضم الخطاب الداعي للإقلاع عن مشاهدة الأفلام الإباحيّة، ولكن للأمر أساسًا علميًا؛ إذ اكتشف علماء أنّ الإكثار من مشاهدة الأفلام الإباحية تجعل الرجال «أغبياء»، فخلال دراسة أجراها باحثون ألمان في معهد ماكس بلانك للتنمية البشرية، سُئل 64 رجلًا تتراوح أعمارهم بين 21 إلى 45 سنة عن عاداتهم أثناء مشاهداتهم للأفلام الإباحية، وفحصوا كيف تتفاعل عقولهم مع الصور الإباحية.
وكشفت الدراسة أنَّ الرجال الذين يشاهدون أفلامًا إباحية بإدمان يصغر جزء من أدمغتهم، يحمل اسم «striatum» أو «المخطط» بالعربية، وهو جزء مسؤول عن إدارة الحافز والمكافآت في العقل، ويقول الباحثون: إن الإباحية تدمر تلك الوظيفة العقلية، وأفادت الدراسة أن مدمني الإباحية تتقلص لديهم المادة الرمادية، ويكون عقلهم «أصغر/ ينكمش» من أولئك الذين يشاهدون الإباحية بشكل نادر.
110_29