هذه الصورة التي يتداولها منذ الصباح ملايين الناشطين الاسلاميين في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الاخبارية ونفوسهم ممتلئة بالشغف تجاه هذه العجوز اليمنية ، وملأى بالرعب من مصير كل من رضي بأن تقتل أو شارك في قتلها أو صفق له.
بالأمس استهدف طيران التحالف السعودي منزل المواطن “أحمد النبعي” في منطقة مران بمحافظة صعدة ما أدى إلى سقوط 7 ضحايا مدنيين منهم 5 قتلى وجريحين اثنين بينهم اطفال .
لم تبق طائرات الحقد السعودي أي آثار يمكن التعرف عليها، سوى امرأة مسنة غارقة تحت أنقاض منزلها وهي كما يبدو في الصورة أنها أسلمت لله روحها والمسبحة في يدها ، في لحظة استهداف الطيران لمنزلها كانت مستلقية تذكر الله وتسبح في أمانه ورحمته، قصفها الطيران المتوحش وهي لا تملك أي سلاح تواجه به أحدث الطائرات والصواريخ إلا مسبحة بيضاء في مشهد يذكرنا بقصة نبي الله يونس عندما استمر بالتسبيح وهو في بطن الحوت.
هذه العجوز اليمنية التي غطاها التراب والغبار لاشك بأنها ستظل على تواصل مع الله ومع العالم حتى قيام الساعة، وكأنها حصلت على عملية “تحنيط” إلهية لتبقى في وضعيتها رمزاً للمراة اليمنية المتدينة والمحافظة، رمزاً للصمود والإيمان بالله وبقضية اليمن التي تجاوزت بعدالتها كل قضايا شعوب العالم.
مسبحتها ستظل شاهداً حياً أبدياً على وحشية واجرام دول التحالف الذين يستبيحون الحرمات بلا رادع من ضمير أو انسانية ويتجاوزون كل القيم الاخلاقية والانسانية للحروب.
لا ندري كم طفل قتل الى جوارها ولا نعرف كم صاروخ قاطعت به دول التحالف صلاتها وتسبيحها، ولا كم طن من الاسمنت سقط عليها وعلى اسرتها، لكنا نعرف بأن صلاتها لن تتوقف وتسبيحاتها لن تنقطع.
لقد تركت هذه العجوز التقية المؤمنة وصية لمن بعدها من الرجال والنساء، مفادها :” يا أبنائي.. عليكم بالتسبيح، استعينوا بالله وحده، ولا تركنوا الى الذين ظلموا..”، ما أعظمها من وصية، وما أبلغها من رسالة، وما أوجعها من صورة.
هذه المسبحة ستظل في مواجهة كبيرة مع بن سلمان وترامب، وستحاكم أنفاسهم البائسة كل يوم وكل لحظة، وتزرع في نفوسهم أشد الرعب والبؤس والخزي والذل.
وكالات
24-110