ما أضحكنا حقيقةً حد نُزول الدُّموع، ولا نُبالغ، حين هبّت الحماسة في المُذيع وصوته، وحتى الأغاني أو ما يُعرف “بالشيلات” الحربيّة، وهو يستعرض صور الجيش السعودي، وفي الخلفيّة كلمات تقول: “زلزلة.. أنتم كنوق كل العرب.. سيطرة.. شوشة على القمّة طرب مفخرة… إلخ”، حيث رسم المُذيع مشهداً تخيّليّاً في رأسه لما يبدو أنه تمنيّات بتوجّه جيش بلاده إلى سورية، وعلى إثره أصابته كل تِلك الحماسة.
لا نعلم حقيقةً إن كان اطّلع زميلنا على حال “المفخرة” في الحد الجنوبي، من رجال الجيش السعودي، والحديث عن الحال الاقتصادي والحربي المُتردِّي في حربهم ضِد أنصار الله الحوثي، وهذا بحسب مقاطعهم المُوثّقة باعترافاتهم بحالهم البائِس، ولا نعلم أي من “الشيلات” الحربيّة تلك تليق بحالهم، فكما تعلمون ليس لنا خبرة في تلك الشيلات لأننا من فلسطين، و”شيلاتنا” مُقاومة، وما إذا كان فيها من الحزين الذي يليق بحالهم!
نَكتُب هذا التعليق “التهكُّمي”، لأنه واجب في محضر هكذا حماسة زائدة مُزيّفة، حاله كحال إعلامنا العربي الذي يُواصل الحديث عن الانتصارات المُزيّفة، وتوالي المديح للقادة، نكتب لأن الحق وجب أن يُقال، ولو على قطع رِقابنا، ودعونا نتحمّس كما الزميل السعودي، ونُطلق لمُخيّلتنا العنان، حين يلتقي هذا الجيش السعودي، بنظيره السوري، أو حُلفائه، “شوشة على القمّة طرب مفخرة”، وشوشة بالمُناسبة تعني ثوروا أو اصعدوا!
* خالد الجيوسي/ راي اليوم