قال المحلل السياسي التركي، مصطفى أوزجان، اليوم الخميس، إن الرئيس التركي فاجأ الجميع بقراره بإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بعد شهرين من الآن، وأن المعارضة كانت تعرف أن أردوغان لن ينتظر حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2019 ، ولكن لا أحد كان يعرف متى بالتحديد ستجرى الانتخابات حتى باغت الرئيس التركي الجميع وأعلن موعد الانتخابات.
وجاء إعلان أردوغان، الموجود في الحكم منذ عام 2002، عقب اجتماعه بزعيم حزب الحركة القومية دولت بجهلي الذي اقترح، الثلاثاء، إجراء انتخابات مبكرة في أغسطس/ آب، بدلا من موعدها المقرر أواخر 2019.
وقال أوزجان، إن "إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في الوقت الحالي يصب في مصلحة أردوغان وحزبه"، مفسرا ذلك "بأن الظروف الاستثنائية التي تمر بها تركيا والحالة الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، والتي ظهرت في الانهيار الشديد في سعر صرف الليرة التركية مقابل العملات الأجنبية، قد يؤثر على أردوغان وحزبه في الانتخابات إذا انتظروا للعام المقبل، فقد يخسر الحزب مقاعد في الانتخابات البلدية المقرر لها بداية العام المقبل، ومن ثم إجراء الانتخابات الآن يجنب الرئيس الكثير".
وكشف المحلل التركي أبرز مكاسب أردوغان من تقديم موعد الانتخابات، وهي: "عدم استعداد المعارضة للزج بمرشح قوي للرئاسة"، لافتا إلى أنه في السابق "استطاعت المعارضة تقديم مرشح قوي مثل أكمل الدين إحسان أوغلو للترشح للرئاسة، ولكن الآن الأحزاب المعارضة تتعارك وليس في الأفق اجتماعهم على مرشح واحد".
ومن جانبه، قال الخبير في الشأن التركي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، كرم سعيد، إن مقترح تبكير الانتخابات الرئاسية والبرلمانية لم يكن مفاجئا لا للرئيس التركي، ولا حزب العدالة والتنمية، وإنما "طبخة تم إعدادها جيدا مع حزب الحركة القومية".
وأضاف، أن تقدم زعيم حزب الحركة القومية بالطلب، والموافقة عليه بشكل سريع، يؤكد أن هناك اتفاق مسبق عليه، لأن رئيس حزب الحركة الوطنية لم يكن يجرؤ على طرح هذه الفكرة دون التنسيق مع الرئيس التركي.