اعلم اننا كنّا ذكرنا في كتاب التعريف للمولد الشريف ما رويناه من اختلاف من اختلف في وقت ولادة الحسين عليه أفضل الصلوات، و اجتهدنا في تسمية الكتب التي روينا ذلك فيها و الروايات، و انّما نتبع الآن ما وجدناه من تعيين الولادة بيوم الثالث من شعبان و العمل فيه بحسب الإمكان.
روينا ذلك باسنادنا إلى جدّي أبي جعفر الطوسي فقال عند ذكر شعبان: اليوم الثالث منه فيه ولد الحسين بن علي عليهما السلام، خرج إلى القاسم بن العلاء الهمداني وكيل أبي محمد عليه السلام انّ مولانا الحسين عليه السلام ولد يوم الخميس لثلاث خلون من شعبان، فصم و ادع فيه بهذا الدعاء:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هذا الْمَوْلُودِ فِي هذا الْيَوْمِ الْمَوْعُودِ بِشَهادَتِهِ قَبْلَ اسْتِهْلالِهِ وَ ولادَتِهِ، بَكَتْهُ مَلائِكَةُ السَّماءِ وَ مَنْ فِيها وَ الارْضُ وَ مَنْ عَلَيْها، وَ لَمّا يَطَأُ لابَتَيْها»، قتِيلِ الْعَبْرَةِ وَ سَيِّدِ الاسْرَةِ، الْمَمْدُودِ بِالنُّصْرَةِ يَوْمَ الْكَرَّةِ، الْمُعَوَّضِ مِنْ قَتْلِهِ انَّ الائِمَّةَ مِنْ نَسْلِهِ، وَ الشِّفاءَ فِي تُرْبَتِهِ، وَ الْفَوْزَ مَعَهُ فِي اوْبَتِهِ، وَ الاوْصِياءَ مِنْ عِتْرَتِهِ بَعْدَ قائِمِهِمْ وَ غَيْبَتِهِ، حَتّى يُدْرِكُوا الاوْتارَ، وَ يَثْأَرُوا الثَّارَ، وَ يُرْضُوا الْجَبَّارَ، وَ يَكُونُوا خَيْرَ انْصارٍ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَعَ اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَ النَّهارِ.
اللَّهُمَّ فَبِحَقِّهِمْ الَيْكَ اتَوَسَّلُ، وَ اسْأَلُ سُؤَالَ مُعْتَرِفٍ مُقْتَرِفٍ مُسِيء الى نَفْسِهِ مِمَّا فَرَّطَ فِي يَوْمِهِ وَ امْسِهِ، يَسْأَلُكَ الْعِصْمَةَ الى مَحَلِّ رَمْسِهِ، اللَّهُمَّ وَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ عِتْرَتِهِ وَ احْشُرْنا فِي زُمْرَتِهِ وَ بَوِّئْنا مَعَهُ دارَ الْكَرامَةِ وَ مَحَلِّ الاقامَةِ.
اللَّهُمَّ وَ كَما اكْرَمْتَنا بِمَعْرِفَتِهِ، فَاكْرِمْنا بِزُلْفَتِهِ، وَ ارْزُقْنا مَرافَقَتِهِ وَ سابِقَتِهِ، وَ اجْعَلْنا مِمَّنْ يُسَلِّمُ لِأَمْرِهِ، وَ يَكْثُرُ الصَّلاةَ عَلَيْهِ عِنْدَ ذِكْرِهِ، وَ عَلى جَمِيعِ اوْصِيائِهِ وَ اهْلِ اصْطِفائِهِ«»، الْمَعْدُودِينَ«» مِنْكَ بِالْعَدَدِ الاثْنى عَشَرَ، النُّجُومِ الزُّهَرِ وَ الْحُجَجِ عَلى جَمِيعِ الْبَشَرِ.
اللَّهُمَّ وَهَبْ لَنا فِي هذَا الْيَوْمِ خَيْرَ مَوْهِبَةٍ، وَ انْجِحْ لَنا فِيهِ كُلَّ طَلِبَةٍ، كَما وَهَبْتَ الْحُسَيْنَ لِمُحَمَّدٍ جَدِّهِ وَ عاذَ فُطْرُسُ بِمَهْدِهِ، فَنَحْنُ عائِذُونَ بِقَبْرِهِ مِنْ بَعْدِهِ نَشْهَدُ تُرْبَتَهُ وَ نَنْتَظِرُ اوْبَتَهُ امِينَ رَبَّ الْعالَمِينَ.
ثم تدعو بعد ذلك بدعاء الحسين عليه السلام و هو آخر دعاء دعا به الحسين عليه السلام يوم كثرت عليه أعداءه و هوو يوم عاشوراء :
اللَّهُمَّ انْتَ مُتَعالِي الْمَكانِ، عَظِيمُ الْجَبَرُوتِ، شَدِيدُ الْمُحالِ، غَنِيٌّ عَنِ الْخَلائِقِ، عَرِيضُ الْكِبْرِياءِ، قادِرٌ عَلى ما يَشاءُ، قَرِيبُ الرَّحْمَةِ، صادِقُ الْوَعْدِ، سابِغُ النِّعْمَةِ، حَسَنُ الْبَلاءِ، قَرِيبٌ إِذا دُعِيتَ، مُحِيطٌ بِما خَلَقْتَ.
قابِلُ التَّوْبَةِ لِمَنْ تابَ الَيْكَ، قادِرٌ عَلى ما أَرَدْتَ، وَ مُدْرِكٌ ما طَلِبْتَ، وَ شَكُورٌ إِذا شُكِرْتَ، وَ ذاكِرٌ إِذا ذُكِرْتَ، ادْعُوكَ مُحْتاجا، وَ ارْغَبُ الَيْكَ فَقِيرا، وَ افْزَعُ الَيْكَ خائِفا، وَ أَبْكِي الَيْكَ مَكْرُوبا، وَ اسْتَعِينُ بِكَ ضَعِيفا وَ اتَوَكَّلُ عَلَيْكَ كافِيا.
احْكُمْ بَيْنَنا وَ بَيْنَ قَوْمِنا، فَانَّهُمْ غَرُّونا وَ خَذَلُونا وَ غَدَرُوا بِنا وَ قَتَلُونا، وَ نَحْنُ عِتْرَةُ نَبِيِّكَ وَ وُلْدِ حَبِيبِكَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، الَّذِي اصْطَفَيْتَهُ بِالرِّسالَةِ وَ ائْتَمَنْتَهُ عَلى وَحْيِكَ، فَاجْعَلْ لَنا مِنْ امْرِنا فَرَجا وَ مَخْرَجا بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
قال ابن عيّاش: سمعت الحسين بن علي بن سفيان البزوفرى: ان ابا عبد اللّه عليه السلام يدعو به في هذا اليوم و قال: هو من أدعية يوم الثالث من شعبان، و هو مولد الحسين عليه السلام.
المصدر: الإقبال بالأعمال الحسنة و مفاتيح الجنان