أمة واحدة – خاص الكوثر

وقال الباحث الإسلامي السيد محمد هاشم المدني في حوار معه لبرنامج «أمة واحدة» على قناة الكوثر الفضائية: عندما يريد المحتل أن يحتل الأمة لابد أن يبدأ بتمزيق تلك الأمة ويقضي على جميع عناصر القوة فيها. فمن الطبيعي بدون القضاء على عناصر القوة وسلب الأمة تلك العناصر، لا يستطيع أن ينفذ إلى تلك الأمة.

وأضاف السيد المدني، عناصر القوة والوحدة في داخل كل أمة عديدة، في مقدمتها الدين الذي له الأولوية في وحدة الأمة وجمع الكلمة، لأن الدين تتجمع فيه عناصر عديدة منها الانتماء لله تعالى والانتماء لمنظومة فكرية وثقافة مشتركة والانتماء لثقافة مشتركة اجتماعية والانتماء إلى مبدأ واحد وغاية واحدة.

وتابع الباحث الإسلامي أن هذه العناصر إذا اجتمعت في أمة تؤثر تأثيراً كبيراً في خلق حالة من القوة والانسجام في أركان تلك الأمة، فلذلك عندما جاء الإسلام استطاع أن يذوب كل عناوين الفوارق التي كانت تحكم الجزيرة العربية ويجعل عنواناً واحداً يجمع الأمة الموجودة في هذه الأرض وهو الإسلام. هذا العنوان الذي جمع المسلمين، أعطاهم قوة حيث أصبح العدو لا يتجرأ أن يقتحمهم بعد أن كانوا متفرقين بسبب عناوين متعددة.

ولفت السيد هاشم المدني إلى العناصر التي اعتمدها الاستعمار في تفكيك الوحدة الإسلامية وقال: لقد قام الاستعمار بسلب الهوية والعنوان الواحد، فاستبدل عنوان الإسلام بعناوين جديدة فبدأ يزين لهذه الأمة أن عنوان القومية أجمل من عنوان الإسلام، لأن الإسلام يحوي قوميات متعددة فإذا أدخل عنوان القومية استطاع أن يفكك هذا النسيج المنسجم والعنوان المشترك والهوية الموحدة.