لماذا قصفت "إسرائيل" مطار «تي فور»؟
استناداً إلى تقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، فإنّ الهدف من قصف سلاح الجو الإسرائيلي في 9 نيسان الحالي، مطار الـ«تي فور» العسكري في ريف حمص، كان من أجل "تدمير بطارية الدفاع الجوي الإيرانية"، على حد تعبير الصحيفة. والأخيرة، نُشرت مؤخراً، قبل أن تقصف؛ علماً بأنها لم تكن قد دخلت نطاق الخدمة بعد. أمّا الهدف الثاني، فكان تدمير مربض الطائرات الإيرانية المسيرة الموجودة في الموقع المستهدف.
قبيل الضربة، ماذا حصل؟
أتت الضربة الإسرائيلية للمطار بعد محادثة هاتفية بين رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الأميركي دونالد ترامب، أبلغ فيها الأول عن نيّة تل أبيب تدمير أحدث الدفاعات الجوية الإيرانية الموجودة في سوريا. وبعد المحادثة مباشرة، أصدر نتنياهو أمره لسلاح الجو بادعاء أن الهجوم «سيمنع الدفاعات الإيرانية من استهداف الطائرات الإسرائيلية». وخلال المحادثة الهاتفية، أكد الرئيس الأميركي أن بلاده ملتزمة بالتعاون مع تل أبيب «للحدّ من النفوذ الإيراني في سوريا». مع ذلك، أعربت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عن خشيتها من أن الضربة التي وُجّهت للقوات الإيرانية يمكن أن تقود لمواجهة مباشرة تُستهدف فيها القوات الأميركية الموجودة في سوريا. وقبل الضربة بيوم واحد، تعمّدت الرقابة العسكرية الإسرائيلية الكشف عن أن الطائرة الإيرانية التي اخترقت أجواء فلسطين المحتلة في شباط الماضي، «كانت محملة بمواد متفجرة». في ذلك اليوم، تطوّرت المواجهة العسكرية حتى أسقطت سوريا طائرة «أف - 16» إسرائيلية، غير أنّ تل أبيب انتظرت حوالى الشهرين لتوقّت الكشف مع موعد ضرب المطار، في محاولة «لتبرير فعلتها».
كيف تتعامل "إسرائيل" مع تبعات فعلتها؟
القصف الإسرائيلي لمطار«تي فور» لحقه بعد يومين عدوان ثلاثي على سوريا نفّذه كل من الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا. وبرغم من أنّهما قد يكونان عدوانين مختلفين لناحية الأهداف، لكنهما تَطوّران عسكريان في ساحة مضطربة أمنياً حدثا في الأسبوع نفسه. انتشار الجيش الإسرائيلي وآلياته العسكرية على الجبهة الشمالية والحدود بين فلسطين المحتلة ولبنان وسوريا، يؤكّد أن «رسالة» إيران وصلت؛ فتصريحات القادة الإيرانيين تجزم بشكل واضح بأنّ «الإجرام الإسرائيلي لن يمر من دون عقاب». لذلك تبدي المستويات الإسرائيلية كافةً حتى في صفوف الجمهور، قلقاً إزاء ما قد يترتب عن الرّد الإيراني المتوقّع. وعليه، يُفهم من التحليلات الواردة في الصحف الإسرائيلية أن الجيش يدرس بعمق كيفية ردّه، حتى يكون التصعيد المتوقع «قابلاً للهضم».
ما رأي الجمهور الإسرائيلي؟
أجرى معهد «بانلز بوليتيكس» التابع لصحيفة «معاريف» الإسرائيلية، استطلاعاً للرأي أظهر أن الإسرائيليين يخشون من التهديدات الأمنية الخارجية التي حدثت مؤخراً، والتي قد تؤدي إلى «اندلاع الحرب في المستقبل القريب». ويتبين من نتائج الاستطلاع التي نُشرت اليوم، أن نسبة 52 في المئة من الإسرائيليين أجابت بنعم رداً على سؤال «هل تخشى اندلاع حرب في المستقبل القريب؟». في المقابل، أجابت نسبة 38 في المئة بـ«لا»، وعشرة في المئة من المستطلعة آراؤهم قالوا: «لا نعرف تحديد الجواب». واللافت أنّ 21 في المئة من الإسرائيليين المستطلعة آراؤهم أجابوا أنهم «يفكرون بمغادة إسرائيل في ظروف معينة» (مثل الحرب والتوترات الأمنية، والظروف المعيشية...)، وبالتعداد السكاني يبلغ عدد هؤلاء حوالى المليون نسمة. في المقابل أجاب 72 في المئة بـ«لا».