أهل البيت - الكوثر
سعى إلى جُودِكَ المُنسابِ مَحزونُ *** يا مَنْ لديهِ حصيلُ السَّعيِ مَضمونُ
موسى بنَ جعفرَ يا نبراسَ تضحيةٍ *** دوَّتْ مدى الدَّهرِ تتلُوها الدَّواوينُ
هذا مقامُكَ في بغدادَ ملحمةٌ *** يستحضرُ الصّبرَ لمَّا جارَ "هارونُ"
ذا كاظمُ الغيظِ بسمِ اللهِ حازَ عُلاً *** على خُطى بَذْلِهِ تمضي القرابينُ
تَجلْبَبَ السِّجنَ منهاجاً لنهضتِهِ *** مصابراً تختشي منهُ السلاطينُ
فأعبَدَ الحَبْسَ والأصفادُ في يدِهِ *** يَسجُدْنَ للهِ فالسجّادُ مَسجُونُ
واستعذْبَتْ ذِكْرَهُ للهِ في وَلَهٍ *** وأدمُعَاً اُذهِلَتْ منها الزنازينُ
مُوسى سليلُ التقى والطُّهرِ منزلةً *** نزيلُ سِجنِ طُغاةٍ بالعَمَى غِينُوا
قد ناوأُوا الكاظمَ الصبّارَ وهو هُدىً *** يفيضُ بالحُبِّ .. سِيماهُ الرَّياحِينُ
واُسقِي السُمَّ والأغلالُ تُثقِلُهُ *** واحَرَّ قلبي أيُسقَى الحِقدَ مأمُونُ؟
آهٍ على نعشِهِ مُلقىً بقارعةٍ *** مِنْ جسرِ بغدادَ فالأمْوَاهُ تأبينُ
والصُّبحُ في حسرةٍ والشمسُ تندُبُهُ *** والنهرُ مستوحِشٌ والدِّينُ مَوهُونُ
والناسُ في حيرةٍ مِن أمرِهِمْ رَهَباً *** فالكاظمُ المُرتجى للموتِ مَرهُونُ
مُمَدَّدٌ في طريق الجسرِ مُضطهَدٌ *** ينالُ من قَدْرهِ قاسٍ وملعونُ
خابَ الطواغيتُ ذا موسى الفِدا شَمَمٌ *** فوق الخُلُودِ وتهواهُ الملايينُ
زالَ المُعادُونَ تذكاراً وتكرمةً *** لكنَّ موسى بماءِ العينِ مَكنونُ
فالكاظمُ الغيظَ للآمالِ مُنقلَبٌ *** مُطهَّرٌ تستقي منهُ الأساطينُ
مِنْ عِلْمِ حيدرةَ الكرّارِ منبعُهُ *** وصيُّ طه إليهِ الحقُّ مَذعُونُ
يا أيها الكاظمُ المبذالُ دُمْ ظَفَرَاً *** على طواغيتَ أغواهُم شياطينُ
فداءُ نَعشِكَ مَنْ عاداكَ مُجترِئاً *** على الإله ومَنْ بالمُلْكِ مَفتونُ
__________
بقلم الکاتب والإعلامي
حميد حلمي زادة
24ابريل/ نيسان 2018
11 رجب الأصب 1439