بعد نهاية حكم الأدارسة في المغرب بفعل الظروف القاهرة والذي استمر لمدة (203) سنوات من عام (172) إلى عام (375)، وذلك بمقتل آخر حكامهم الحسن بن كنون بن محمد إبراهيم بن محمد بن القاسم بن إدريس الثاني بن إدريس بن عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) على يد المنصور بن أبي عامر وصي الدولة الأموية في الأندلس غدراً في الطريق إلى قرطبة، كانت الأندلس على موعد مع بداية دولة جديدة للأدارسة تدعى بـ (دولة بني حمود)، وبها بدأ ما يعرف بالدور الثاني من تاريخ الأدارسة أو الفرع الثاني من سلالة الإدريسيين (بني الحسن)، وتنسب هذه الدولة إلى حمود بن ميمون بن أحمد بن علي بن عبيد الله بن عمر بن إدريس الثاني بن إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وهي الدولة الشيعية الثانية لبني إدريس والأولى في الأندلس.
أهم انجازات الأدارسة
قبل الحديث عن تلك الدولة وتسليط الضوء على تاريخ تأسيسها، وطبيعة سياستها، وأهم منجزاتها، نرى لزاماً الحديث ـ ولو بإيجاز ـ عن الدولة الإدريسية الأولى في المغرب، وأبرز إنجازاتها، والظروف السياسية الحرجة التي مرت بها، والتي أدت إلى اضمحلالها، ومن ثم انتقالها إلى الفرع الثاني ـ بني حمود في الأندلس ـ لأن للدولة الإدريسية الأولى في المغرب الفضل الأكبر في تأسيس دولة بني حمود، وقد أفرزت سياستها العديد من الجوانب المضيئة التي أضحت عوامل مهمة ساعدت على إقامة الحموديين دولة لهم.
لقد تحققت بفضل قيام الدولة الإدريسية في المغرب الكثير من الإنجازات المهمة للمغرب العربي (الأقصى والمتوسط والأدنى)، وكان لهذه الإنجازات معطيات عظيمة في المدى البعيد على العالم الإسلامي، وأهم هذه الإنجازات التي حققتها الدولة الإدريسية هي انتشار الإسلام في بلاد المغرب العربي انتشاراً سلمياً بعد أن وجد أهل تلك البلاد أن الدعاة إليه هم أهله ومن يمثلونه، وليس كمن جاء قبلهم من ولاة الأمويين والعباسيين الغزاة الذين نكّلوا بهم وسرقوهم قوتهم ولم يكن همهم سوى جمع الأموال ومصادرة الممتلكات، يقول السيد حسن الأمين : "ومن أكبر العوامل التي ساعدت على نجاح دعوة الأدارسة واعتناق البربر للإسلام اعتناقاً عاماً على أيديهم ما كان يلقاه البربر من عمال الأمويين والعباسيين من الظلم الفادح والإستغلال البشع مما يتنافى مع الإسلام ويصوره بأبشع الصور، لذلك ظل المغرب كله الأقصى منه ـ دولة المغرب ـ والأوسط ـ الجزائر والأدنى ـ تونس ـ في ثورات دائمة لا يقر له قرار، وكان أحراره يفتشون عن متنفّس لهم فكثيراً ما كانوا يؤيدون دعوة الخوارج ويثورون معهم".
سياسة الأمويين في المغرب
ينقل لنا الطبري صورة من صور الفساد الأموي والمعاملة السيئة التي كان يلقاها البربر من قبل الأمويين والتي تجعلهم في ثورة دائمة، يقول الطبري في الجزء السادس من تاريخه:
"إن يزيد بن أبي مسلم دينار (مولى الحجاج الثقفي) جعله الحجاج كاتبه وصاحب شرطته، وفي عهد يزيد بن عبد الملك ولاه يزيد على بلاد المغرب، فسار هناك بسيرة الحجاج، ومن أفعاله أن الحجاج كان قد وضع الجزية على رقاب الذين أسلموا من أهل السواد وأمر بردهم إلى قراهم ورساتيقهم على الحالة التي كانوا عليها قبل الإسلام، وأراد يزيد بن أبي مسلم أن يفعل عين ما فعله الحجاج ويطبق ذلك على البربر، فاستفظع البربر هذا الأمر ولم يصبروا عليه فتآمروا فيه وأجمعوا على قتله فقتلوه".
وينقل لنا المؤرخ المغربي أبو العباس أحمد بن خالد الناصري في كتابه (الاستقصاء لأخبار دول المغرب الأقصى) صورة أخرى عن المعاملة البشعة التي كان يعامل بها الأمويون البربر فيقول: "وفي عهد هشام بن عبد الملك, كان عمر بن عبد الله المرادي والياً على طنجة والمغرب الأقصى فأساء السيرة في البربر"، ثم يعدد الناصري أعمال الولاة الأمويين السيئة فيقول: "وقد كان الولاة بعامة يرهقون البربر بما يطالبونهم به من المطالب الظالمة، فمن ذلك مثلا أنه كانت تشوقهم الجلود العسلية اللون، فكانوا يتغالون في جمع ذلك حتى كان القطيع من الغنم يهلك ذبحا لا لشيء إلا لاتخاذ الجلود العسلية من سخاله." ثم يقول: "فكثر عيثهم بذلك في أموال البربر فأجمعوا على الإنتقاض".
هذه صور قليلة من الصور البشعة الكثيرة التي كان يمارسها الولاة الأمويون تجاه البربر، فنقلوا صورة الإسلام الأموي المشوّه الذي لا تزال آثاره وفساده إلى الآن فليس غريباً على أحفاد آكلة الأكباد أن يقتدوا بتلك السيرة الهمجية البشعة أو يمجّدونها فيظهر لك من يصف الحجاج بـ (رجل الدولة المُفترى عليه) و(الحسين خارج على إمام زمانه) !!!!! وما عشت أراك الدهر عجباً وعجباً وعجبا.
سياسة الأدارسة في المغرب
إن الإسلام الحقيقي الذي خُفي على البربر ظهر على يد الأدارسة الذين نقلوا الصورة الحقيقية له وليس تلك الصورة التي نقلها ولاة الأمويين الطغاة، فعرفه البربر على أنه ليس إلّا عدلاً ورحمة فأقبلوا يدخلون فيه أفواجاً إنه إسلام محمد وعلي وأهل البيت الأطهار (عليهم السلام).
يقول الناصري في (الإستقصا): "والحقيقة إن قيام الدولة الإدريسية في المغرب أدى إلى نتائج جليلة، فإن ما أصاب تلك الرقعة قبل الأدارسة لم يثبت قدم الإسلام فيها وحال دون انتشاره انتشاراً واسعاً فبفضل الأدارسة انتشر الإسلام حتى بلغ كل مكان)، ويقول أيضاً عن أدريس مؤسس دولة الأدارسة: (لما استوثق له الأمر زحف إلى البربر وأكثرهم على غير دين الإسلام فأسلموا على يديه."
وعن سيرة الخلفاء الأدارسة في البلاد التي حكموها يقول المؤرخ المغربي الناصري: "فضبطوا أعمالها وسدوا ثغورها وأمنوا سبلها وحسنت سيرتهم "فكانت أيامهم (خير أيام) كما وصفها الناصري في (الإستقصا)، ووصفها علي بن أبي زرع الفاسي في كتابه: (الأنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس): "بسيرة العدل" فكان الناس في أيامهم في أمن ودعة." كما يصف ابن خلدون فاس في عهدهم : "واستبحر عمران فاس وبنيت بها الحمامات والفنادق للتجار وبنيت خارجها الأرباض ورحل إليها الناس من الثغور القاصية" وفي عهدهم أيضا بني مسجد القرويين بفاس.
عوامل إقامة دولة بني حمود
كل تلك الأعمال والإنجازات تركت أثرها الواضح في نفوس البربر فأحبوا الحكام الأدارسة لما اتصفوا به من حسن السيرة والعدل بين الناس، كما أن هناك عاملاً مهماً وقوياً ساعد على توثيق الصلة بين البربر والأدارسة، إلا وهو الإندماج الكبير بينهم عن طريق المصاهرة حيث ولد الأدارسة من أمهات بربريات فاندمجوا هم وأحفادهم في القبائل البربرية حتى وصف المؤرخون إدريس الأول بأنه قد (تبربر ولده) فكان لهذا الإندماج أثره الفاعل والواضح والقوي في إقامة الدولة الثانية للأدارسة في الأندلس وهي دولة بني حمود كما سنرى.
الإندماج الكامل
وقد ترك هذا الإندماج أثره الفاعل على الأدارسة حتى على أسمائهم ولغتهم فظهرت في فروع سلالالتهم أسماء مثل: كنون وأبي العيس وفك الله وتعود الخير، وحملت بعض سلالاتهم ألقاب بربرية مثل: الكرتي والجوطي، ووصلت إلى البيوت فحملت أسماء مثل: العلميين والمشيشيين والوزانيين وغيرها من الأسماء والألقاب الكثير.
وبلغ هذا الإندماج ذروته فلم يعد هناك فرق بين بين الإدريسي والبربري لغة وزياً وطباعاً إلى غير ذلك من العادات والتقاليد حتى أصبحت البربرية لغة ثانية، وربما تغلبت على العربية، والأثر الأعظم لهذا الإندماج هو كما يقول الفوطي في (الحوادث الجامعة والتجارب النافعة): "وقد خلفت هذه القبائل البربرية دولة الأدارسة بعد ذلك في مراكش وما يليها من بلاد الأندلس وأسست غير دولة من دول البربر كدولة الموحدين وبني مرين والمرابطين ولبعض هذه الدول البربرية مواقف مشهورة في الدفاع عن بيضة الإسلام."
تأصيل التشيع وتخليده
يقول ابن خلدون في كتابه (العبر): "إن التشيع الموروث لأولاد إدريس خلد هذه الدولة إلى الأبد في نفوس المغاربة والبربر عامة فلم تجب دولتهم ولا زال أمرها بل سرعان ما انتقلت إلى الأندلس لتزيل دولة بني أمية وتخلفها."
إذن كانت سياسة العدل التي انتهجها الأدارسة في المغرب والإنجازات التي حققوها في ميادين الحياة العمرانية والإقتصادية والإندماج مع أهل الأرض البربر هي من أهم العوامل التي ساعدت على إقامة دولة ثانية لهم في الأندلس وهي دولة بني حمود.
نهاية الأدارسة
بعد تلك السيرة المشرقة والمعطاء للأدارسة في بلاد المغرب والتي كتبوها بأروع صفحات التاريخ وتجلت في الإنجازات التي حققوها للإسلام والمسلمين كانت يد الغدر والخيانة تحوك لهم نهايتهم، فقد تحالف موسى بن أبي العافية وهو قائد عسكري ينتمى إلى قبيلة زناتة، مع الحاكم الأموي في الأندلس عبد الرحمن الناصر لمجابهتهم فأجلاهم حتى حكم فاس وطنجة وتازة وتسول وكثير من أعمال المغرب، كما ناهض دعوة العبيديين في المغرب، وتحالف مع عبد الرحمن الناصر لدين الله لمجابهتهم. ولما علم عبيد الله المهدي بالتحالف سيّر جيشاً بقيادة حميد بن تيسيل الكتامي استطاع هزيمة ابن أبي العافية، الذي هرب إلى تسول، ولم يعد إلى فاس إلّا بعد أن غادرها الكتامي. ثم لم يلبث الفاطمي أن يرسل جيشاً آخر بقيادة الفتى ميسور الشيعي، الذي أجلى ابن أبي العافية عن فاس. وظل ابن أبي العافية شريدًا حتى مقتله عام (341هـ)، في بعض بلاد ملوية، لكن الأدارسة كانوا قد غادروا إلى غير رجعة بلاد المغرب التي وقعت بأيدي العبيديين. فكان مصيرهم أن قتل آخر ملوكهم وهو الحسن بن كنون ـ كما أسلفنا ـ على يد أحد أتباع الحاكم الأموي وتفرق الباقون في البلاد.
رجلان في الأندلس
ومن ضمن البلاد التي دخلها من بقي من الأدارسة هي الأندلس مع قبائل البربر وكان من جملتهم رجلان من السلالة الإدريسية هما علي والقاسم ابنا حمود بن ميمون بن أحمد بن علي بن عبيد الله بن عمر بن إدريس الثاني بن إدريس، وكانت الدولة الأموية في الأندلس في ذلك الوقت تعيش مرحلة الإنحلال وخاصة في قرطبة وغرناطة وإشبيلية جرّاء الفساد الأموي، فكثرت ثورات أهل هذه المدن وغيرهم من الأندلسيين ضد الظلم الأموي ورغم أن تلك الثورات كانت تقمع بشدة وبقسوة إلا أنها كانت تتوالى وكثرت الفتن والحروب الداخلية.
قيام دولة بني حمود
وبلغت الثورة أوجها في قرطبة واشتركت قبائل البربر في الثورة وحاصروا المهدي بن هشام الحاكم الأموي فخشي أهلها على أنفسهم من اقتحام البربر عليهم فقتلوا المهدي واستمر حصار البربر لقرطبة حتى دخلوها عنوة، وكان لعلي بن حمود وأخيه القاسم رئاسة على البربر فدعوا الناس إلى أنفسهما فبايعوهما البربر وتم الأمر بالحكم لعلي، قال ابن بسام في الذخيرة نقلا عن ابن حيان: "بويع يوم الإثنين23 من محرم سنة 407هـ - في قصر قرطبة - ولقِّب بالناصر لدين الله - وعامل مبايعيه بأن أكرم منازلهم وأجمل خطابهم" .
سياسة بني حمود
وعن سياسته يستشهد ابن بسام بقول ابن حيان: "وكان يجلس - علي بن حمود - بنفسه لمظالم الناس وهو مفتوح الباب، مرفوع الحجاب للوارد والصادر، يقيم الحدود مباشرةً بنفسه، لا يحاشي أحداً من أكابر قومه، فانتشر أهل قرطبة في الأرض ذات الطول والعرض، وسلكت السبل، ورخا السعر فـفُتن به أهل قرطبة وأحبوه".
ويقول أيضا نقلا عن ابن حيان: "وقد نوّه المؤرخون بسطوته وسخائه وشجاعته وسيطرته على البربر كافة وإنه استمال أهل قرطبة بعدله وحذوه في بعض سيرته حذو الصدر الأول فجلس للمظالم بنفسه وانتصف من الظالم للمظلوم"، ولم يدم حكم علي سوى سنة واحدة حتى قتله بعض الصقالبة فتولى الملك بعده أخوه القاسم ولقب بالمأمون ثم يحيى بن علي ولقب بالمعتلي وفي عهده قويت قرطبة ثم قتل المعتلي على يد محمد بن عبد الله البرزالي وفي حكم إدريس بن علي اتسعت الدولة على يديه وازدهرت وتوالى ملوك الحموديين على قرطبة فحكم قرطبة (12) ملك من بني حمود هم:
1 ـ علي بن حمود (الناصر لدين الله)
2 ـ القاسم بن حمود (المأمون)
3 ـ يحيى بن علي بن حمود (المعتلي بالله)
4 ـ محمد بن القاسم بن حمود (المستكفي بالله)
5 ـ الحسن بن يحيى بن علي بن حمود (المستنصر)
6 ـ إدريس بن يحيى بن علي بن حمود (العالي بالله)
7 ـ إدريس بن علي بن حمود (المتأيد بالله)
8 ـ القاسم بن محمد بن القاسم بن حمود (الواثق بالله)
9 ـ يحيى بن إدريس بن علي بن حمود (القائم بأمر الله)
10 ـ إدريس بن يحيى بن إدريس بن علي بن حمود (السامي)
11 ـ محمد بن إدريس بن علي بن حمود (المهدي)
12 ـ محمد الأصغر بن إدريس بن علي بن حمود (المستعلي بالله)
وحكموا جبل طارق ومالقة التي اتخذوها عاصمة لهم كما حكموا الجزيرة الخضراء وقرطبة وإشبيلية وغرناطة ورندة ومن مدن المغرب سبتة وطنجة وكانت مدة حكمهم (47) عاما من عام (407 إلى عام 450) وقضوا على الدولة الأموية في الأندلس ومن أشهر ملوكهم يحيى بن علي بن حمود الذي ولد من أبوين علويين فأمه هي بنت الأمير الحسن بن القاسم بن حمود وقد جمع إلى شرف نسبه هذا عظيم خلقه وورعه وسمو نفسه.
وفاء البربر
لقد تجلى أثر ولاء ووفاء البربر للأدارسة في الأندلس فالتفوا حولهم ودعوا لهم، وكان لقبائلهم صنهاجة وزناتة وبني يفرن وتاكروتة وبرغواطة اليد البيضاء في إقامة دولة شيعية ثانية لهم في الأندلس، فاستطاع الأدارسة الحموديون بمساعدة تلك القبائل الشجاعة والقوية إزالة دون بني أمية من الأندلس إلى غير رجعة يقول الشاعر أبو عبد الله الرعيني وهو يمدح القاسم بن حمود ويشيد بدور تلك القبائل الشجاع:
ولما دعا الشيطان في الخيل حزبه *** وأقبل حزب الله فوق خيوله
كتائب من صنهاجة وزناتة *** تضايق في عرض الفضاء وطوله
وهكذا تسنى للشيعة إقامة دولة في أرض أعدائهم الأمويين وأطلق على ملوك دولة بني حمود اسم العلويين والحسنيين والفاطميين والأدارسة، ومهما تكن تلك التسمية فإن هذه الدولة قامت لإرجاع الحق المغتصب إلى أهله.
رفع لواء التشيع
ويعد إقامة هذه الدولة ضرورة حتمية للشيعة، فقد كان الشيعة يمرون بأوقات عصيبة وظروف حرجة للغاية وأحوال سيئة، ففي العراق مارس السلاجقة عليهم سياسة البطش والتنكيل والقتل والتشريد، ومُورست هذه السياسة ضد الشيعة في كل البلاد التي كانت تحت هيمنتهم، وفي تونس كانت مذبحة كبرى تقام بحق الشيعة على يد المعز بن باديس الصنهاجي، وقد ذكرها ابن الأثير كاملة في تاريخه في حوادث سنة (407هـ)، كما قُتل الشيعة وشُرّدوا في المغرب من قبل موسى بن أبي العافية حليف الأمويين ـ كما أسلفنا ـ فكانت تلك الظروف القاسية التي مرّت على الشيعة تحتم قيام دولة لهم تدافع عن مبدئهم وترفع لواءهم فكانت دولة بني حمود.
ازدهار الفكر الشيعي
وقد ازدهر الفكر الشيعي وشاع ذكر أهل البيت (عليهم السلام) في ربوع تلك الدولة وبرز الكثير من العلماء والأدباء والشعراء الشيعة الذين وظفوا تاريخ أهل البيت (عليهم السلام) وفضائلهم في شعرهم وخاصة ذكرى استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام)، كما أقيمت الشعائر الحسينية على قدم وساق في شهري محرم وصفر وأولى الناس أهمية كبرى لإقامة تلك الشعائر، وهذا يحتاج إلى موضوع مفصل ومطول لكثرة الروايات حول ذلك.
المصدر: بتصرف