فقد نقلت صحيفة معاريف عن الجنرال عميرام ليفين، القائد الأسبق للمنطقة الشمالية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، "أن الأسد يجب إخفاؤه من العالم، وكنت آمل أن يقوم ترامب بذلك، من خلال محو القصر الرئاسي في دمشق، ويعيد الولايات المتحدة لتكون طرفا مركزيا في الساحة الإقليمية".
وأضاف، أن هذه الضربة الغربية خدمت النظام السوري والروس والإيرانيين، وعلى العكس فإنها أضرت ب"إسرائيل"، وكان سيكون من الأفضل لو أنها لم تتم من الأساس على أن تكون وقعت بهذه الصورة الضعيفة، لأن الرسالة التي تلقاها الأسد من هذه الضربة أنه بإمكانه مواصلة حربه لكن من دون استخدام السلاح الكيماوي.
إيهود باراك، رئيس حكومة الاحتلال الأسبق، قال إن الهجوم الأمريكي جاء محددا ومركزا، وحمل رسالة لسوريا مفادها عدم استخدام السلاح الكيماوي، معبرا عن عدم ثقته من أن الرسالة وصلت، بحيث أن الأسد لن يستخدم السلاح الكيماوي مستقبلا، هذا غير صحيح، الرسالة لم تكن بتلك القوة المطلوبة.
وأضاف في حوار نشرته معاريف، أن الضربات الأمريكية كانت على هذا النحو لأن ترامب رأى أن الأمريكان لا يريدون الدخول في صورة الحرب الدائرة في سوريا، وهو يعلم أن الشرق الأوسط منطقة معقدة، ولذلك ليس هناك من مصلحة للولايات المتحدة للبقاء فيها، كجهة متورطة بعمق في مشاكله.
وأوضح أن ترامب يعتقد أنه ليس المكلّف مباشرة بحل مشكلة السلاح الكيماوي السوري؛ لأن سلفه باراك أوباما هو من أوجد الفراغ الذي تسلل إليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وجاء به إلى سوريا.
موشيه يعلون، وزير الحرب الاسرائيلي السابق، قال للقناة العاشرة إن ما حصل في سوريا من ضربات جوية هي لعبة بين الكبار، وليست مرتبطة بصورة مباشرة ب"إسرائيل"، التي يجب ألّا تظهر نفسها كقوة عظمى.
أمير أورن، الخبير العسكري بموقع ويللا، قال إن الضربة الأمريكية لسوريا بهذا الحجم تعني أن ترامب خضع لضغوط الجنرالات الأمريكان، واكتفى بضربة رمزية لنظام السوري، ما يعني انتصار المنطق البارد لجنرالات وزارة الدفاع والبنتاغون على الضغوط التي مورست عليهم؛ للرد بصورة كبيرة كما أراد ترامب ذاته.
ورغم أن الهدف الأمريكي المعلن من هذه الضربة هو توجيه رسالة ردعية لنظام السوري، لكن الواقع فعليا أن الإدارة الأمريكية هي المردوعة أكثر من كونها رادعة لغيرها، وبعد أن كان القرار الأمريكي للرد على هجوم دوما الكيماوي بتوجيه ضربات قوية للجيش السوري، جاءت العملية عبر عدة صواريخ محدودة.
دانة فايس، الكاتبة في القناة الثانية، قالت إن المخاوف "الإسرائيلية" تتعلق بأن تكون إحدى نتائج الضربة الأمريكية لسوريا أن يتم تقييد حرية حركة جيش الاحتلال الإسرائيلي على الجبهة الشمالية.
ونقلت فايس، عن مصدر سياسي إسرائيلي مطلع، أن الهجوم على سوريا قد يمهد الطريق أمام الولايات المتحدة للخروج منها، في حين سوف تترك"اسرائيل" تتعامل وحدها مع تهديدات إيران.
وختمت بالقول: بهذه الضربة ستقول واشنطن: عملنا ما هو مطلوب منا، وآن أوان الخروج من سوريا، في حين أن الهجوم قد يدفع روسيا لتجاهل المطالب "الإسرائيلية"، بحيث قد تقدم على بيع سوريا منظومات دفاع جوية متقدمة، ما سيضع عقبات وصعوبات أمام حرية الحركة لسلاح الجوالصهيوني.