الحياة البشرية ... بدايتها آدمية و نهايتها حتما مهدوية

الأحد 15 إبريل 2018 - 10:05 بتوقيت مكة
الحياة البشرية ... بدايتها آدمية و نهايتها حتما مهدوية

إن نداء المهدوية هو أن لا تهنوا، لأن المستقبل لكم.ولا تحزنوا لأن الأمل فيكم و معكم ، و لا تستسلموا لأن النصر طوع إيمانكم.ولا تزولوا عن مقارعة الظلم لأنه زائل.

الشيخ الدكتور محمد شقير

المهدوية تعني أن نهاية العالم هي نهاية إلهية، كما كانت بدايته إلهية.وأنها نهاية هادفة، تخضع للتقدير الإلهي،وليست خارجة عنه.فكما كانت بداية الحياة البشرية آدمية،فان نهايتها لن تكون إلا مهدوية.

المهدوية تعني حتمية إنتصار العدالة والخير والإصلاح في مسيرة البشرية،وان مشروع الفساد والظلم لا بد له في حياة البشر من نهاية، في يوم كان قدرا مقدورا.

إنها تعني أنه يجب ان يكون لدينا كل الأمل، بأن المستقبل لن يكون إلا لأهل العدل والخير،وأن قادم الأيام لن يحمل إلا سيادة العدالة، في أرجاء المعمورة، ما بين مشرقيها.

المهدوية  تعني أن يكون لدينا كل الثقة بالله تعالى، أنه لن يترك قافلة البشرية تسير الى الأبد في ظلام الظلم والفساد،وأنه لا مكان لليأس في مسيرة الكدح من اجل انتصار العدل والقسط، وزوال الظلم والجور.

 إن الفشل الأكبر في مشروع العدل يبدأ من غلبة اليأس، وفقدان الأمل، بإمكانية زوال الظلم والفساد، بعد أن تمكن وساد.

فالمهدوية تعني ديمومة الأمل. وديمومة الأمل تهدي الى بقاء العمل.ودوام العمل بإيمان وعزيمة يوصل الى إنتصار العدالة، وإبقاء جذوتها إلى يوم الخروج.أما غلبة اليأس، فإنها تدعو الى الإستسلام للظلم والفساد، والإنصياع الكامل للظالمين والمفسدين، والإنكفاء عن طريق الكدح لإحلال القسط في الأرض.

إن المحرك الأعظم لمشروع العدل هو الثقة بانتصاره. وإن الباعث الأكبر لإرادة الجهاد لإحلال القسط هو الأمل بغلبته.

إن نداء المهدوية هو أن لا تهنوا، لأن المستقبل لكم.ولا تحزنوا لأن الأمل فيكم و معكم ، و لا تستسلموا لأن النصر طوع إيمانكم.ولا تزولوا عن مقارعة الظلم لأنه زائل.ولا تتوانوا عن نصرة العدل، لأنه قريبا تظهر رايته.

إن المهدوية هي النبع الفوار للأمل المفعم والدائم بالمستقبل،أنه لن يكون إلا لعشاق العدل ومشروع القسط،وأن الظلم ومشروعه عما قريب زائل، وتكسر رايته.

المهدوية تعني الإستعداد الدائم والدؤوب، لذاك اليوم الذي تشرق فيه الأرض بنور المهدي. أما لماذا الكدح للعدل، فلأن الغد هو ثمرة اليوم، ولأن عدالة المهدي لا تنفصم عن التمهيد لها بالعدالة نفسها. فلا تمهيد للعدل إلا بالعدل نفسه.

ولا يغيبن عنا جدل التمهيد والتصعيد،أي تصعيد الأمل بإنتصار العدل، والعمل بقوة الأمل لغلبة القسط،وتكامل تصعيد الأمل وتنمية العمل.

لأن فلسفة المهدوية تعني التمهيد للعدل، بالكدح لغلبة العدل، وإعداد مجتمع العدل، بالتربية على العدل،والصناعة الدائمة للأمل، بمستقبل العدالة وانتصارها.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الأحد 15 إبريل 2018 - 10:05 بتوقيت مكة