تتمادى فصول التطبيع السعودي مع كيان الاحتلال “الاسرائيلي”، على حساب القضية العربية واحتلال المقدسات في فلسطين. ولئن تتجه الرياض لاقامة القمة العربية على أراضيها، فقد بدأ إعلامها بالترويج للأهداف المتوخاة من خلالها، حيث تم تحديد “السلام مع تل أبيب وعداء ايران”، هدفاً رئيسيا في الاجتماعات المزمعة.
على قاعدة أن القضية الفلسطينية بند أساسي في القمم العربية، فإن السعودية منذ عقود تتطلع للتطبيع مع كيان الاحتلال، عبر مبادرات للسلام والتخلي عن الاراضي المحتلة، ووصولا الى اليوم مع التطبيع العلني على صعد متنوعة يقود زمام إعلانها محمد بن سلمان.
انتقد متابعون توجه قمة الظهران لقلب الأدوار بين تل أبيب وطهران، وجعل الاخيرة عدواً بدلاً من كيان الاحتلال، الذي تعمل الرياض على تلميع صورته وتمتين علاقاتها معه بمعية الراعي الاميركي، حيث أوردت صحيفة الرياض مقالاً لأحمد الجميعة، يحمل رسائل واضحة في تحويل إيران إلى عدو وتلميع صورة تل أبيب على اعتبار أنها لم تحتل سوى عاصمة عربية واحدة، على حد تعبيره، مدعيا أن العرب أدركوا أن إيران أخطر عليهم من “إسرائيل”، وتحديداً الأيديولوجيا التي تحملها في طريق التمدد والهيمنة والنفوذ، على حد زعمه.
وأعلن عن الهدف الاساس من القمة معتبرا أن “قمة الظهران لن تخرج إلاّ بقرار تاريخي.. السلام مع إسرائيل ومواجهة مشروع إيران الطائفي؛ لأن النتيجة من يرفض السلام يخدم إيران، وعليه أن يتحمّل تبعات قراره”، بحسب قوله.
وفي سياقات التطبيع السعودي، فقد شن السياسي والباحث السعودي منيف عياش هجوما غير مسبوق على حركة “حماس”، ليعتبر أن الحركة هي “اخوانية ولديها ارتباط عضوي بنظام طهران”، وفق تعبيره، كما شن الإعلامي السعودي منصور الخميس، هجوما عنيفا على مسيرة العودة وتظاهرات الفلسطينيين بـ”جمعة حرق العلم الإسرائيلي”، ووصف حركة “حماس”مدعياً أنها حركة “إرهابية تتاجر بالدماء”.
وعلى منصة الاعلام العبري، أعرب وزير الثقافة السعودي عواد العواد في تصريح خصّ به مراسل هيئة البث الصهيونية، جدعون كوتز، عن أمله بإقامة تعاون ثقافي بين الرياض و”تل أبيب” قريبًا “بعد حلّ المشاكل العالقة”.
وأعلن العواد مشاركة بلاده في مهرجان “كان” السينمائي، الذي تحضره وزيرة الثقافة في كيان الاحتلال ميري ريغيف، ما يطرح تساؤلات حول لقاء العواد معها على هامش مهرجان كان.