واعتبرت “لجان الحراك الشعبي” في بيان أنه اختار إطاراً آخر لصورته، تمثلت في بث مظاهر الفساد الأخلاقي في الشوارع والساحات العامة.
واستنكرت خطوات وسائل إعلام النظام السعودي ومعه الإعلام العالمي المنحاز للتسويق “لرأس النظام الجديد محمد بن سلمان, معتبرة ذلك عنواناً جديداً يثير الشفقة والإشمئزاز في الوقت نفسه لما يحمله من كلام ممل على أن هذا الزمن هو وقت الإصلاح”، معتبرة أن الماكنة الإعلامية الغربية تناست عن عمد حقوق وقضايا المواطنين القابعين خلف القضبان، والذين لم يقدموا للمحاكمة المعتقلين بتهم زائفة، أو من حوكموا محاكمات بوليسية تحت إشراف وزارة الداخلية ورئاسة أمن الدولة.
وشددت “لجان الحراك”، على أن النظام السعودي تورط بانتهاكات ممنهجة على مدى العقود الطويلة من “الحكم الدكتاتوري للجزيرة العربية”، وذلك عبر الإعدامات والاغتيالات والتصفيات لأبناء الوطن والاعتقالات التعسفية التي نفذت لأسباب واضحة لا لبس فيها، تفوح منها رائحة الطائفية والمناطقية الممقوتة.
لجان الحراك قالت، إنه “في يوم استشهاد الإمام موسى الكاظم (ع) المعذّب في قعر السجون، وهو يوم التضامن مع المعتقلين في سجون النظام السعودي وسجون الأنظمة الرجعية الأخرى.
المعتقلون الذين أمضى الكثير منهم السنين الطوال في سجون النظام، لا لذنب اقترفوه سوى كونهم لم يوافقوا على ظلم الطغمة السعودية الحاكمة، وعبروا عن رأيهم، وعارضوا قرارات النظام التي من شأنها أن تحد من تمتعهم بحرياتهم الأساسية”، مشيرة إلى أن الكثير من هؤلاء السجناء يعاني من سوء المعاملة والتعذيب القاسي، حيث فقد بعضهم حياته نتيجة التعذيب، فيما أصيب البعض الآخر بعاهات، والبعض منهم لا يعلم متى ساعة الإفراج. لا إنسانية عند آل سعود وعن النساء المعتقلات في سجون السلطات السعودية، أشارت لجان الحراك، إلى أن النظام لم يكتفِ باعتقال الرجال الكبار منهم والصغار، فتعداه إلى النساء اللاتي لا يزال البعض منهن يقبعن خلف القضبان، معتبرة أن اعتقال النساء يشكل “وصمة عار على جبين نظام يزعم بأنه يستند بحكمه على القرآن والسنة النبوية”.
السجناء المنسيون، حضروا في بيان لجان الحراك، حيث لفت إلى وجود سجناء يعيشون محنة مضى عليها “أكثر من اثنين وعشرين سنة، وهم السجناء المنسيون الذين اعتقلوا بتهمة ألصقت بهم ظلماً وعدواناً وهي تدبير انفجار الخبر الذي استهدف المباني السكنية لقوات سلاح الجو الأمريكي في مدينة الخبر عام 1996، وهم منه براء”، موضحاً أنه لم تجر لهم محاكمة ولم يتكلم النظام عنهم شيئاً، حيث تحفظ النظام على تسعة معتقلين فقط بعد أن أطلق سراح عدد كبير من المعتقلين في حينها على خلفية الإنفجار.
واعتبرت “لجان الحراك”، أن السلطات السعودية لا تقيم وزناً للاعتبارات الإنسانية، إذ يتعرض المعتقلون لانتهاك منهجي، وتعذيب متواصل، وإجراء محاكمات صورية من دون دفاع حقيقي، مشددة أنه على “النظام السعودي أن يتحمل وزر أفعاله الشنيعة”، وأكدت اللجان أن الجميع أن يعبر عن تضامنه مع المعتقلين في سجون النظام السعودي وبقية الأنظمة الرجعية، ومطالبة المجتمع الدولي بالضغط على النظام وتلك الأنظمة للإفراج عن المعتقلين بدون قيد أو شرط.
وأكدت “لجان الحراك” أنه على المنظمات الإنسانية ومنظمات حقوق الإنسان في العالم، أن تتبنى دوراً فعالاً وبذل جهود حثيثة لجعل هذه الأنظمة تستجيب وبصدق لتلك المطالب التي هي مطالب قانونية وإنسانية، ولا تتعارض مع القوانين الإنسانية وقوانين حقوق الإنسان، مشيرة إلى أنها “تظهر للجميع وبكل صراحة ما تمارسه سلطة النظام السعودي، وتعلن وبكل قوة عن أن حقوق المواطنين في الجزيرة العربية سواء الذين خلف القضبان، أو خارجه، هي حقوق مشروعة وملزمة”.
وشددت اللجان على أن انتهاكات السلطات السعودية يجب أن تتوقف، كما يجب أن لا يتم السكوت والصمت عن الجرائم السلطوية، مؤكدة أن الحراك مستمر حتى إن جرى التعتيم عليه من قبل حلفاء السلطات، وختمت بتوجيه رسالة تقول للنظام السعودي “ليعلم النظام أن كدماتنا على عينيه سيكون سوادها أغمق”.